سؤال
رقم مرجعي: 106254 | الصلاة | 14 إبريل، 2019
حكم إقامة صلاتي جماعة في وقت واحد في المسجد الأقصى بقصد الرباط ومراغمة العدو
ما حكم إقامة صلاتي جماعة في وقت واحد في المسجد الأقصى؟ مع العلم أنّ هذا لأسباب كثيرة وخاصّة بالمسجد، منها الحجم، والحاجة إلى الصلاة في مكان محدد للمراغمة والرباط، وكذلك امتناع سماع الصلاة الواحدة في المسجد كلّه. هذه الأيّام تقام الصّلاة في المسجد القبْلي، ومسجد قبّة الصّخرة، وعند باب الرّحمة، وقد تتعارض الصّلوات؛ ولهذا السّؤال.
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
الأصل في صلاة الجماعة (وهي تحمل اسمها) الوحدة وعدم الفرقة والائتلاف ونبذ الاختلاف، وفي الأوضاع الطبيعية لا يصح في مسجد أن تقام جماعتان في آنٍ واحد، لما في ذلك من محاذير الفوضى والتنازع وشق الصف وتفريق القلوب والصفوف، أما في الحالة التي ذكرت واضطرار بعض المصلين للصلاة في مواقع مخصصة للرباط، ولعلهم لا يستطيعون مغادرتها خشية الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الاقصى المبارك، إضافة لما ذكر السائل بعدم سماع الجماعة الثانية للجماعة الأولى، فهذه الصلاة إن شاء الله مقبولة ومأجور أصحابها لما فيها من أجر المجاهدة والمرابطة ولا حرج عليهم، إذ إن النهي عن الجماعتين في وقت واحد في المسجد مردّه الى الخشية من الفرقة والتنازع وأن يكون هوى النفس هو الباعث على التفرق، لكن الحال هنا مختلف فالباعث هو جهادٌ ورباطٌ ومراغمة. كما أن هناك أمراً مهماً وهو عدم تشويش جماعة على أخرى لبعد المسافة بينهما.
ومع ما قيل، إلا أنه ينصح بتحري عدم وجود جماعة مصلية قبل الشروع في جماعة ثانية، فإن أمكن ذلك فهو أفضل، وإن تعذر فلا حرج كما أسلفنا، على أن تكون الاسباب هي التي ذكرت في السؤال أما إن كان الدافع لوجود جماعة أخرى غير ذلك فلا يجوز.
والله تعالى أعلم