سؤال
رقم مرجعي: 108623 | القرآن والتفسير | 16 نوفمبر، 2023
مامعنئ طبع الله قلبه
مامعنئ طبع الله قلبيه
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد وردت لفظة (طبع) في أكثر من موضع من كتاب الله تعالى، منها قوله تعالى في سورة النساء: {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً (156) }.
وفي سورة محمد {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16)}.
وفي سورة النحل: {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} .
والطبع على القلوب بمعنى الختم عليها، فلا تعي وعظا، ولا توفق للخير، ومن طبع على قلبه، فقد لُعِن وسُخِط عليه.
وهي تحمل معنى الغطاء؛ لعدم الفهم والإدراك؛ أي: لا يتوصل إليها شيء من الذكر والموعظة.
وطَبَعُ الْقَلْبِ في اللغة: تَلْطِيخُهُ بالأَدْناس، وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يَكْثُرُ عَلَى السَّيْفِ وَغَيْرِهِ.
وفي الحديث الذي أخرجه ابن ماجة والترمذي، وأحمد: مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ، ثَلَاثًا، مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ، طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ»
ومن المعاني القريبة للطبع: الختم، قال في سورة البقرة: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) }
فهؤلاء كانوا يسمعون ويبصرون ويعقلون، ولكن لم يستعملوا هذه الحواسَّ استعمالا ينفعهم، فصاروا كمن لا يعقل ولا يسمع ولا يبصر.
فصرَفَهم الله عن طريقِ الهدى، وسَدَّ طرقَ هذهِ الحواسِّ حتى لا ينتفعَ بها في اعتبارٍ ولا تأملٍ.
فالإنسان إذا تناهي في اعتقادٍ باطلٍ أو ارتكاب محظورٍ ولا يكون منه تلفت بوجه إلى الحق فإن ذلك يورثه استحسان المعاصي، فكأنما ختم بذلك على قلبه.
ومثله استعارة الإغفال في قوله: {أغفلنا قلبه عن ذكرنا} [الكهف: 28]، واستعارة الكن في قوله: {وجعلنا على قلوبهم أكنة} [الأنعام: 25].