ماذا يفعل من أراد أن يصلي المغرب فوجد الناس في الركعة الأولى من صلاة العشاء بعد جمعها مع صلاة المغرب جمع تقديم ؟

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الجمع بين الصلوات رخصة في السفر والمطر عند جمهور العلماء، والأصل توافق نية المأموم مع الإمام، وحرص المأموم على حضور الصلاة مبكرا لنيل أفضل الأجور والمثوبات؛ فإن من أفضل الأعمال عند الله الصلاة على أول وقتها جماعة في المسجد واستماع تكبيرة الإحرام. يقول سماحة الشيخ محمد أحمد حسين حفظه الله المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية: ((الأصل أن الجمع في الصلاة لعذر المطر رخصة من الله تعالى، وسع بها على عباده، ورفع عنهم الحرج، وللفقهاء في الجمع آراء عدة، فلم يجز الأحناف الجمع بين الصلاتين إلا بعرفة ومزدلفة، وذهب المالكية والحنابلة إلى جواز جمع صلاتي المغرب والعشاء فقط، أما الشافعية وبعض الحنابلة فذهبوا إلى جواز جمع الظهر والعصر، والمغرب والعشاء لعذر المطر، ضمن شروط خاصة بينوها في كتبهم الفقهية))

وأما من جاء المسجد والإمام يجمع وهو في صلاة العشاء سواء أكان المأموم  يعلمون ذلك أو لا؛ فعليه أن ينوي صلاة المغرب ثم يجلس بعد الثالثة، ويقرء التشهد والدعاء وينتظرون الإمام، ثم يسلموا معه، ثم يصلون العشاء بعد ذلك، فرادى أو جماعة، تحصيلا لفضل الجماعة وأداء للترتيب الواجب، وإن كان قد سبقهم بواحدة صلوا معه الباقي بنية المغرب وأجزأتهم عن المغرب. وإن اختلف ترتيب الركعات والتشهد عن الصورة المعهودة فلا يضر، وإن كان سبقهم بأكثر صلوا معه ما أدركوا ثم قضوا ما بقي عليهم، في أصح قولي العلماء، و من حضر الصلاة من أول ركعة لو سلم بعد التشهد والصلاة الإبراهيمية على أن ينوي المفارقة جاز، ثم يدرك مع الإمام ما أدرك ليكسب أجر جماعة العشاء والله أعلم.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل