سؤال
رقم مرجعي: 122904 | مسائل متفرقة | 30 إبريل، 2019
حكم الزام النفس بالعبادة عن طريق النذر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من أراد أن يطوع نفسه على عبادة بالنذر، فما حكم العبادة؟ " كأن يقول: إني أنذر لله أن أراجع جزء من القرآن كل يوم إلا بيوم مرض أو.... " في النذر الذي يفيد التكرار "بكلما" فإنه عند كل حنث توجب الكفارة. فهل اليمين أيضا الذي يفيد التكرار، يكون عليه كفارة عند كل حنث " مثل النذر " أم لا؟ ولقد قرأت أن النذر مكروه.
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.
الاصل في عبادة الله وطاعته أن تكون نابعة من رغبة وحب وإقبال على الله وليس بالقهر والغصب خاصة في جانب التطوع، ثم إن إجبار النفس على التطوع بالنذر يدخل في إطار تكليف النفس فوق ما تستطيع وهو مخالف للمنهج القرآني، قال تعالى: (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)).
والنذر من أجل ذلك قد يجعل صاحبه عاجزاً عن أداء نذره لتكرره ومشقة ذلك عليه ماديا ومعنويا، وقد يؤدي ذلك إلى تركه العبادة بالكلية حتى المفروضة منها، وهنا تكون النتيجة عكسية لما أراد، عدا عن أن النذر لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل، كما في حديث النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن إن نذر فعليه أن يفي بنذره. وبناء عليه فلا تكلف نفسك فوق ما تستطيع ولا تحملها ما لا تطيق، واعمل بوصية المصطفى عليه الصلاة والسلام ( عليكم من الاعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا)...وإذا أردت الترقي في مدراج الطاعة فابدأ بالتدريج شيئا فشيئا وحسب قدرتك وهمتك دون مبالغة، وبدون نذر، وستصل إلى درجات جيدة من الطاعة المتقدمة مستعيناً بالله تعالى ومخلصاً النية له سبحانه.
والله تعالى أعلم