سؤال
رقم مرجعي: 134006 | مسائل متفرقة | 9 فبراير، 2019
عدم الحصول على النتيجة المطلوبة رغم بذل الجهد والتوجه إلى الله بالدعاء والرجاء
السلام عليكم ، يتبادر لذهني دائما سؤالا لعل وعسى اجد الاجابة !! فلانني حتى الان لم اعلم الاجابة ، اتخذت قرترا بان الجأ الى اهل الخبرة لارشادي على الاجابة ، قبل أن أقع في الطريق الضال ّ ، اعلم ان ما ساقوله من فكر الشيطان .. لكنني اريد سماع الاجابة من حضراتكم !! عمري 19 عام ، ومنذ ان كان عمري 12 عام بدأت بوضع مخططات لرسم هدفي في الحياة ، كانت تعني هذه المخططات كيف لي ان انتقل من الفشل للنجاح لتحقيق اسمى طموحاتي .. ساعدتني والدتي في دراستي خطوة بخطوة كي تراني ابنة لها ناجحة يوما ما .. والحمدلله على وجودها بجانبي ودعمها لي على الرغم من كثرة اخطائي .. وعندما تاكدت من انني قادرة على الاعتماد على نفسي في دراستي ، بدات بالاهتمام باختي التي تصغرني سننا .. وعندها بدات بالمواظبة على الدراسة ولكن في الوقت ذاته كنت ادعو الله بدعوة للمدى البعيد ، كانت مجمل الدعوة بان اكون من الاوائل في مدرستي ومتفوقة .. علما انني كنت ابذل جهدا كبيرا في الدراسة لتحقيق هذه الدعوة، الا ان الذي كان يحدث هو انني كنت اخطئ في الامتحانات ( التي هي معيار لتقييم الطالب في مجتمعنا ) باخطاء اعلم اجابتها ولكنها غابت عن بالي في وقت الامتحان .. لم تحصل هذه مرة واحدة .. بل عشرات ومئات المرات ، ولا ابالغ عندما اقول لكم انني اصبحت ان دعوت شيئا يتحقق عكسه تماما .. فمثلا دعوت الله ان اكون من ال5 الاوائل على مدرستي في الثانوية العامة ولكن حصلت على مرتبة ال6 وكان الفارق فقط عشر واحد . وكذلك في نتائج الثانوية الوزارية دعوت الله ان احصل على معدل 97 فاعلى ولكنني حصلت على 96.7 .. حتى انني في الجامعة لم ايأس من فشل المحاولات بان اكون كما اريد .. فاجتهدت في دراستي ودعوت الله في ذات الوقت ان اكون من الاوائل وبالفعل حصدت في الفصل الاول على معدل 3.85 من 4 ولكن لم يتم اظهار النتائج للعامة ، وللاسف صادفني مساق ادى الى انزال معدلي ل3.64 من 4، وحينها تم اظهار نتائج المتفوقين ولم اكن بينهم !! فقررت حينئذ ان اجتهد من جديد لعل وعسى ان اجد حصاد تعبي .. وبالفعل اجتهدت في دراستي واستطعت ان ارفع معدلي ل 3.74 .. وعندما تم اعلان نتائج المتفوقين ، كنت انتظر بفارغ صبري ان اكون احدهم .. الا انني تفاجات بان آخر معدل تم اظهاره هو 3.75 .. اي ان الفارق هو عشر واحد فقط ..فالحمدلله على كل شيء . فمن حينها وحتى اللحظة افكر بان الله لا يحبني كعبد ، ولكن لا اعلم ما السبب ؟ فماذا فعلت كي يكون هكذا نصيبي .. علما بانني دائما احرص على رضا والداي والحفاظ على الصلوات واعاون الناس اذا طلبوا مني المساعدة .. احاول قدر المستطاع الالتزام في لباسي .. وابتعد عن كل ما هو فيه شبهة لمعصية .. رجاء ارجو الرد السريع ، لماذا ذلك يحصل معي ؟؟ توضيح لفكرة : مجمل الشكوى ان تعبي على التفوق لا يظهر رغم اجتهادي ودعواتي ، انا كبشر اجد بان الاعلان عن اسماء المتفوقين يعطيهم دافع في اكمال مسيرتهم ( فهذا هو السبب الذي اعتبره دافع وقوة لاكون قادرة على ان اتعب على نفسي المزيد لكي احقق طموحي ) . اعلم بان هناك اناس لا يهمهم ذلك ، ويرونه امرا في غاية التفاهة ، لكنه بالنسبة لي امرٌ مهم . اعتذر على طول ما كتبته. وجزاكم الله كل خير شيوخي .
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
ما ذكرته من وقائع بخصوص التفوق الدراسي لا يثبت عدم الاستجابة لدعائك بل العكس هو الصحيح، فقد كنت قريبة جدا من المعدل الذي تريدين في كل مرة، ولكنك ربما غاب عنك أن هذا (العُشر أو الأعشار) الناقصة في المعدل ربما يكون الله تعالى قد عوضك أضعافاً مضاعفة عنها في أمر آخر أو دفع عنك أذى بأضعاف أضعافها، ثمة فرق بين استجابة الدعاء وبين سرعة قضاء الحاجات المطلوبة في الدعاء، فدعاء المؤمن لا شك مستجاب، ولكن التنفيذ قد يكون عاجلاً أو آجلاً أو مدخراً ليوم الحساب أو يدفع الله بلاء بمثله أو أكثر، فعندما ندعو الله نفكر بأوضاعنا بشكل مجمل وبكل ما أعطانا الله سبحانه، ولا نقتصر على ما دعوناه فقط، وسنجد أن الله تعالى قد غمرنا برحمته وعطائه، وأن الحال الذي نشكو منه وربما لا يرضي طموحنا، ربما يكون حلماً بعيد المنال لغيرنا، ويجب أن نؤمن دائماً أن الله لا يريد بنا إلا خيراً، علمناه أم لم نعلمه، وربما هو يستحثنا على العمل أكثر وأكثر حتى لا نتكل أو نتكاسل وحتى نحقق المزيد من الإنجاز والتفوق، وأن نضع نصب أعيننا أنّ لله سبحانه حكمة في كل شيء وهو أعلم وأحكم (والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
والله تعالى أعلم.