ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 141647 | قضايا طبية معاصرة |

ما حكم نقل أعضاء الإنسان الحي والميت؟

ما حكم نقل أعضاء الإنسان الحي والميت؟

إجابة

عملية نقل وزرع الأعضاء من النوازل الحديثة التي تطورت بشكل كبير بسبب تقدم التقنيات العلمية والطبية، والمسألة فيها فروع وصور شتى اذكر منها :
الصورة الأولى: نقل وزرع أعضاء بين الأحياء :
اتفق العلماء في مواطن وافترقوا في أخرى، أما مواطن الاتفاق فهي كالتالي:
-اتفقوا على عدم جواز نقل الخصيتين والمبيض، لأنها تحمل الصفات الوراثية، مما يؤدي إلى
 اختلاط الأنساب.
-اتفقوا على عدم جواز نقل الأعضاء التي ليس لها نظير كالكبد والقلب لما فيه من إهلاك
 المتبرع، والله سبحانه وتعالى يقول "ولا تقتلوا أنفسكم"
- اتفقوا على عدم جواز نقل وزرع الأعضاء بعوض لمـا فيـه من امتهان لكرامة الآدمي
 وابتذاله بالبيع والشراء، والله سبحانه يقول: "ولقد كرمنا بني آدم".

واختلف العلماء المعاصرون فيما سوى ذلك في نقل وزرع الأعضاء من إنسان إلى آخر على قولين:
الأول: ذهب أكثر العلماء المعاصرين، وكذا المجامع وهيئات الفتوى في العالم الإسلامي إلى
 جواز ذلك، ومن أدلتهم:
- قاعدة الضرورات تبيح المحظورات: فحالة الضرورة من أهم الأسس التي يبنى عليها حكم المسألة، حيث يكون المريض أمام خطر الموت ولا وسيلة إلى إنجائه إلا ارتكاب هذا الفعل المحظور، وهو النقل والزرع، والله تعالى يقول "فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه".
- قاعدة إذا دار الأمر بين محظورين يصار إلى أخف الضررين.
- المصلحة العامة المتمثلة في الحفاظ على صحة وحياة المجتمع.
- يعتبر التبرع من باب التصدق على المحتاجين ونيل الثواب، تماماً كصدقة المال بل هو آكد لما فيه من إحياء النفس.


واشترطوا لجواز التبرع ما يلي:
-    أن لا يؤدي التبرع بالعضو إلى الإضرار بحياة المتبرع.
-    أن يكون ذلك برضا المتبرع.
-    أن يغلب على الظن نجاح عملية الزرع وشفاء المريض
-    أن لا يوجد وسيلة علاجية أخرى لإنقاذ حياة المريض.

الثاني: ذهب بعض العلماء المعاصرين إلى عدم جواز التبرع بالأعضاء ونقلها من إنسان إلى
    ومن أدلتهم:
-    قوله تعالى:"ولقد كرمنا بني آدم " (70: الإسراء).
-    قوله تعالى:"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (3:التين)
-    قوله تعالى:"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" (185:ألبقره)

وهذه الآيات تدل على كرامة الإنسان وبديع خلق الله له، فيجب الحفاظ على حياته وعدم إلقاء نفسه في المهالك أو الانتقاص منها أو تشويهها.
* كما ويجوز نقل عضو من جسم الإنسان إلى ذاته شرط أن لا يهدد هذا النقل حياته، وأن يكون لإسعاف حالة مرضية وليس لأجل التزيين وعمليات التجميل.

الصورة الثانية: نقل الأعضاء وزرعها من الجسم الميت إلى الحي.
الأصل أن حرمة الآدمي تمتد إلى ما بعد موته، فلا يجوز المساس بجثته وامتهانها، لقوله عليه الصلاة والسلام "كسر عظم الميت ككسره حي".

وخروجاً عن هذا الأصل العام يجوز للضرورة والمصلحة التعرض لجثة الميت بشق بطنه في مذهب الحنفية والشافعية ، كما أجاز المذهبان أكل لحم الميت حال الضرورة بسبب رجحان حرمة الحي على الميت، وبناء على ذلك نقول:
يجوز نقل العضو من الميت إلى آخر حي، إذا غلب على الظن نجاح العملية الجراحية وشفاء المريض المنقول إليه العضو المستفاد.
استناداً إلى نفس الأدلة التي ذكرناها في الصورة الأولى وشروطها المقيدة للمسألة.
كما ويجوز نقل الاعضاء وزراعتها من الانسان المسلم الى الكافر شرط ان يكون معصوم الدم كالذمي والمستأمن والمعاهد ولا يجوز نقلها على الكافر المحارب لانه مهدور الدم، وحتى لا يستقوي به على محاربة المسلمين

المراجع:
-د. حسين عبيد: فكرة المصلحة في قانون العقوبات، المجلة الجنائية القومية المصرية
 (1977) عدد (2) مجلد (17) ، ص337 وما بعدها
-د.محمود نجيب حسني:الحق في سلامة الجسم ص546
-د.سميرة عايد الديات:عمليات نقل وزرع الأعضاء بين الشريعة والقانون ص95 وما بعدها
-د.يوسف القاسم: نظرية الضرورة في الفقه الجنائي الإسلامي والوضعي ص75
-د.جمال الكيلاني: التدابير الشرعية لحفظ النفس في الفقه الإسلامي . ص208 وما بعدها
-كتب القواعد الفقهية منها: القواعد للشيخ احمد الزرقاء
-البهيقي: السنين، كتاب الجنائز 4/58
-مجلة المجمع الفقهي الإسلامي.

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة