سؤال
رقم مرجعي: 143774 | الصلاة | 30 نوفمبر، 2024
حكم الصلاة على كرسي لغير علة
هل يجوز الصلاة على كرسي بدون سبب ( مرض ، تعب…)
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الصلاة قاعدا على كرسي أو على الأرض تختلف بحسب حال المصلي، وبحسب طبيعة الصلاة، فإذا كانت بسبب مرض أو علة فهذا جائز مطلقا.
وإن كانت لغير مرض أو علة فإن هذا جائز في النافلة وإن كان أجر القيام أكبر.
أما في صلاة الفريضة فغير جائز، بل مبطل للصلاة، إن أداها قاعدا مع القدرة على القيام؛ لأنه بذلك يكون قد ترك ركنا من أركانها مع القدرة على الإتيان به، كالركوع والسجود.
أما بخصوص النافلة أو التطوع فالقيام ونحوه ليس ركنا من أركان الصلاة، بل هو مستحب.
فله أن يصلي قاعدا وإن كان القيام مستطاعا، وقد كان النبي عليه السلام يتنفل وهو على راحلته، غير أن أجر القائم أكبر لمن كان يستطيع القيام، فقد أخرج البخاري عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ -وكان يعاني من مرض-، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: "مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَاعِدِ".
والمقصود بهذا الحديث: أن المريض الذي يتحامل على نفسه بما لا يدخل الضرر عليها ويصلي قائما فله أجران، وإن كان القعود في حقه جائزا.
وللمصلي قاعدا أن يتم صلاته وهو جالس أو يقوم قبيل الركوع ويركع مع المصلين بحسب ما تسمح به حالته، فقد أخرج مسلم في صحيحه عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، وَهُوَ جَالِسٌ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَعَ.
وأما بخصوص الفريضة، فلا يصح القعود لمن كان يستطيع القيام للحديث الذي أخرجه البخاري عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلاَةِ، فَقَالَ: "صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ"