دعم الموقع - تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 145876 | مسائل متفرقة | 16 نوفمبر، 2023

حكم العودة للذنب بعد التوبة

ماحكم من ابتلى بذنب يتوب منها ثم يعود عليها ويتكرر

إجابة

الأصل في المسلم أن يستشعر رقابة الله عليه في السر والعلن، 

وأن يتيقن  أن الله تعالى ناظر إليه، سامع لقوله، مطلع على ظاهره وباطنه، عالم بسره وعلانيته، لا يخفى عليه شيء من أقواله وأفعاله،  قال تعالى: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق: 16]، وفي الآية تنبيه على أن الله مطلع على مكنونات القلوب ودقائقها، وفيها حث على المبادرة إلى إخلاص القلوب وتصفيتها في طاعة الله تعالى وطاعة رسوله، فإن الله تعالى يحاسب العباد بما في قلبه من الإخلاص والرياء.

فما دام أن الله تعالى مطلع عليك ، وما دام أنك قطعت عهدا على نفسك بالتوبة فهو عهد بينك وبين الله فلا تنقضه، واستعن بالله على الوفاء به، قال تعالى: (وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً* يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَكانَ اللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً*

فهؤلا يستترون مِنَ النَّاسِ حياءً، ولا يستترون من الله، ويقدمون خشية الناس على خشية الله.
والأصل في العبد أن يعبد الله تعالى كأنه يراه، قال صلى الله عليه وسلم جوابا على سؤال جبريل عليه السلام عن الإحسان: " قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». صحيح البخاري.

ومع هذا كله فباب التوبة مفتوح والشعور بالندم والأوبة إلى الله تعالى علامة خير ، ولكن احذر أن يختم لك وأنت على معصية.

قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (136)

وقال تعالى:{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} الزمر: 53].

وفي صحيح مسلم: «لَوْلَا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ يَغْفِرُ لَهُمْ»

وفي صحيح مسلم أيضا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ "، قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: لَا أَدْرِي أَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: «اعْمَلْ مَا شِئْتَ»،

وشتان بين من خاف مقام ربه فنهى نفسه عن هواها، وبين من أذنب ثم تاب وأناب ثم عاد، وفرق كبير بين من أذنب وتاب، وبين من ختم له على معصية والعياذ بالله.

ولذلك أنصحك بتوبة نصوح لا رجوع فيها ، وإشغال وقتك بكثرة الذكر والصيام والقيام ومرافقة الصالحين والإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمتاع الدنيا مهما تعاظم فإلى زوال.

 

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

أوقات الصلاة

التوقيت المحلي GMT+3، وبالاعتماد على توقيت رابطة العالم الاسلامي.

الفجر

الظهر

العصر

المغرب

العشاء