سؤال
رقم مرجعي: 151221 | الصلاة | 1 أغسطس، 2024
حكم إمامة من يكثر خطؤه في القرآن
السلام عليكم شيخنا عندي سؤال نحنا عنا مسجد وفيه أمام كبير بالعمر وفي الصلاة ينسى كثير من الايات والمصلين لا يقدرون على الرد لأنها من السور الطويلة فيجبر الامام على التجاوز إلى أن يصل لأية معينة ثم يركع مع العلم ان المصلين حاولوا اقناعه بأن يتنحى عن الأمامة لكنه لا يهتم فما حكمه ؟؟؟
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الأصل في الإمامة أن «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ" رواه مسلم في صحيحه.
فإذا كان الإمام متطوعا فالأصل أن يتنحى ويترك المجال لمن هو أقدر منه، أما إذا كان إماما براتب فهو أولى الناس بالإمامة، إلا إذا أناب من يصلي عنه، فإذا كانت الأخطاء بالفاتحة فيجب ردّه، وأما إذا كان النسيان في غيرها فلا يفتح عليه حتى ولو أسقط كلمة أو آية، إلا إذا سكت وانتظر أن يفتح عليه المصلون، أو خلط آية رحمة بآية عذاب، كأن يقول مثلا : ( إن الكافرين في مقام أمين)، أو يغير في قراءة الآية بما يترتب عليه كفر أو فساد في الاعتقاد فإنه ينبه.
وننصح الإمام أن يقرأ مما يتقن حفظه، وأن ينتقل لمسجد آخر أو يتقاعد إذا لم يكن في ذلك ضرر عليه وأن يفسح المجال لغيره من المتقنين لتولي الإمامة؛ خاصة إذا كره المصلون إمامته، لحديث أبي أمامة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون" أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.
قال الترمذي: " وقد كره قوم من أهل العلم: أن يؤم الرجل قوما وهم له كارهون"
لكن في المحصلة النهائية صلاته صحيحة، والصلاة خلفه صحيحه أيضا ما لم يكن النسيان بالفاتحة.
ونوصي بعدم إثارة النزاعات في المسجد والتناصح بالخير والتسامح؛ لأن الأمور التي قد تترتب على تقويم قراءة الإمام قد تدخل المصلين في التشاحن وربما التشاجر المحرم.