سؤال
رقم مرجعي: 160377 | الصلاة | 16 نوفمبر، 2023
حكم الجهر في الصلوات كلها
السلام عليكم هل يجوز لمن يصلي منفرداً أن يرفع صوته من بداية الصلاة حتى نهايتها من( قراءة فاتحة ، قراءة قرآن ، تسبيح وتكبير وتشهد ....). بحيث لا يكون الصوت مرتعا جدا ، ولكن بهدف البعد عن السهو ووسوسة الشيطان. حيث عندما جهرت بجميع الصلاة شعرت بالخشوع من بدايتها حتى نهايتها ، ولكن عندما تكون الصلاة سرية بدون جهر أحاول أن أخشع وأجاهد نفسي بذلك ، ولكن سرعان ما يصيبني السهو سواء في الركوع او الركعة الرابعة ( أي أنني لا أخشع بجميع الصلاة بل بعضها ).
إجابة
لا شك أن الخشوع وحضور القلب في الصلاة مطلوب، ولذلك قال المولى عز شأنه في وصف المؤمنين في سورة المؤمنون : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ)، أي خائفون في القلب ساكنون في الجوارح، والخشوع قريب من الخضوع، إلا أن الخضوع في البدن، والخشوع في البدن والبصر والصوت، قال الله تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} [طه: 108]، وأضيفت الصلاة إلى المؤمنين؛ لأنهم هم المنتفعون بها.
والأصل في القراءة أن يتبع المرء سنة النبي عليه الصلاة والسلام فيجهر في الصلاة الجهرية ويسر في الصلاة السرية.
ولكن إذا كثر الوسواس فعليه أن يدفعه بطرق متعددة منها أن يتفكر في القراءة ويتعلق بها، وأن يستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، ففي صحيح مسلم أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا» قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي.
فإن لم تستطيعي ذلك فلا حرج من رفع الصوت بالقراءة بحيث تسمعي نفسك في القراءة السرية، أما الجهرية فالأمر جائز .
وذكر النووي: أن الإسرار ليس بشرط لصحة الصلاة بل هو سنة.