سؤال
رقم مرجعي: 171551 | الصيام |
ما حكم استخدام "لصقة النيكوتين" في شهر رمضان؟
ما حكم استخدام "لصقة النيكوتين" في شهر رمضان؟
إجابة
تعريف لصقة النيكوتين:
-النيكوتين: مادة سامة موجوده في التبغ "الدخان" ، ويحاول العلماء المعاصرون مساعدة المدخنين في التخلص من الإدماء المركوز في النيكوتين، عن طريق ايجاد بدائل عن شرب الدخان، كالأقراص، أو اللصقات التي تحتوي على كمية من النيكوتين المخفف، بحيث يأخذه المدخن ليتمكن من عدم التدخين فترة معينة.
ولصقة النيكوتين: شريط لاصق ينبعث منه نيكوتين على شكل مادة لزجة "جل" تنفذ إلى الدم عن طريق الجلد من خلال الشعيرات الدموية الموجودة أسفل الجلد فيستفيد منها جسم الانسان المدمن لحصوله على كمية المادة المدمنة بهذه الطريقة.
-وأما بخصوص حكم استعمال لصقة النيكوتين في نهار رمضان فأقول: اتفق العلماء على أنه لا يجوز للصائم تناول الطعام أو الشراب المعتاد وما أو في معناهما.
-كما اتفقوا على أنه لا يجوز للصائم أكل ما لا يعتاد تناوله كطعام كالدراهم والتراب والحشيش إلخ.
وذلك لقوله تعالى :"كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر".
- وذهب جمهور الفقهاء إلى أن الصائم يفطر بكل ما دخل إلى جوفه أو مجوف في جسمه كالدماغ سواء داخل عن طريق الفم أو الأنف أو الأذن أو العين أو الدّبر فكل ما دخل إلى باطن الانسان من ظاهره من أي منفذ مفتوح عن قصد أفطر به الصائم، لقوله عليه الصلاة والسلام من حديث عائشة رضي الله عنها "الفطر مما دخل" وهذا نص عام في المدخول دون النظر إلى جهة المنفذ.
-وذهب بعض العلماء إلى أن الذي يفطر به الصائم ما دخل إلى الجوف من منفذ طبيعي معتاد كالفم والأنف وأما ما دخل عن طريق الأذن أو العين أو الجلد فلا يفطر.
وبحسب هذا الرأي فإن ما يدخل الجسم امتصاصاً عن طريق الجلد كالدهون والمراهم واللصقات الجلدية المحملة بالمواد العلاجية لا يفطر بها الصائم وهذا ما ذهب إليه قرار مجمع الفقه الإسلامي رقم (93). وذهب إلى هذا الرأي كثير من العلماء المعاصرين كابن عثيمين، والشيخ نوح القضاة وغيرهم لأنها لم تدخل إلى الجوف من منفذ طبيعي فضلاً عن أنها لصقة علاجية غير مغذية فلا مانع من استخدامها وإن كان تركها أولى.
-وذهب جماعة من العلماء إلى المنع لأنها نفذت إلى باطن الانسان واختلطت بدمه ولا عبرة لدخولها من منفذ غير طبيعي كما أصّل لهذا جمهور الفقهاء، كما أنها في حكم الإبر المغذية، لحديث لقيط بن صبرة وفيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً " وذلك خشية وصول الماء إلى الجوف.
-وأرى أن الراجح في هذه المسألة أن كل ما دخل إلى جوف الإنسان من مواد غذائية يتقوى بها الصائم على صيامه وهي تقوم مقام الطعام والشراب في التصبر، يفطر بها الصائم، سواء وصلت إلى باطنه من منفذ طبيعي أو غير طبيعي، وسواء كانت بالحقن في الوريد أو نفذت إل جوف الإنسان من مسامات الجلد، فالعبرة ليست طريقة الوصول وإنما أن تكون من صنف الطعام والشراب المعتاد أو ما يقوم مقامهما.
-ويستثنى من ذلك المواد العلاجية التي تصل إلى باطن الانسان من غير المنافذ الطبيعية كالحقن بالوريد فهذه لا تفطر والله تعالى أعلم.