سؤال
رقم مرجعي: 189798 | مسائل متفرقة | 9 مارس، 2024
التوبة من السرقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا الأن ابلغ من العمر 23 في اول العشرين من عمري كنت اعمل قي اماكن عمل عده وكانت نفسي تراودني على سرقة اشياء من اماكن العمل امور تقدر بأشياء رمزية قيمتها بين القليلقه والمتوسطة واغلبها متوسطه واريد التوبه مع العلم يصعب علي جدا تذكر جميع ما اخذته طيلة هذه السنوات وايضا اجد صعوبة في ارجاع ما اخذته واغلب ما تم اخذه استعملته وتصرفت به ولم يبقى له اثر من الوجود ولا اجد في نفسي القدرة على مواجهة اصحاب الحقوق بما فعلت وانا شخص لم أسرق اموال نقدي بل ما ورد اعلاه ارجو الاجابه على سؤالي وشكرا
إجابة
الحمد لله الذي أرشدك لطرق التوبة، فرحمة الله تعالى واسعة، وعليك ان تتخيل أن من سرق ربع دينار ذهب فأكثر تقطع يده إذا كانت الشروط متحققة، فاحمد الله حمدا كثيرا أن هداك للتوبة والإنابة، ونجاك من لعنة الله تعالى، أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال صلى اله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ» قَالَ الأَعْمَشُ: «كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ بَيْضُ الحَدِيدِ، وَالحَبْلُ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْهَا مَا يَسْوَى دَرَاهِمَ.»
وعليك بكثرة الاستغفار وزيادة الطاعات، والإصرار على عدم الرجوع إلى السرقة، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) ( هود: 114).
وقال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) (العنكبوت: 45). فالصلوات الخمس يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ، ويكفرن الذنوب ما اجتنبت الكبائر.
واعلم أن شروط التوبة: الإقلاع عن الذنب، والندم، والعزم على عدم العودة، وأن ترجع الحقوق إلى أصحابها.
فإن استطعت مصارحتهم ورد الحقوق إليهم يكن خيرا؛ لأنك تخشى أن يكونوا قد لاحظوا عليك ذلك فهذا يحسّن من صورتك أمامهم، وربما سامحوك.
وإن كان هذا صعبا ويوقعك في حرج شديد، فحاول تقدير المبلغ ورده إليهم بطريقة ما، نحو إلقائه في محلهم دون إشعارهم، أو بتزويد المكان الذي كنت تعمل فيه بمستلزمات تعادل المبلغ الذي تقدر أنك أخذته، أو بواسطة من تثق بدينه دون أن يصرح باسمك، أو عن طريق البريد إن كان متاحا...الخ،
وإن مات صاحب المال فيؤدى المال المسروق لورثته.
وإن تعذر كل ذلك، وترتب عليه صعوبات، فتصدق بالمال عنهم.
أسال الله أن يثبتك، وأن يتقبل منك وأن يعصمك من الفتن، ويرشدك طرق الاستقامة.