ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 201233 | القرآن والتفسير | 5 يونيو، 2023

معنى آية "لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ (79)"

ما معنى آية "لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ (79)" وهل هي للملائكة ام البشر ؟ جزاكم الله خيرا

إجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:

قال تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) (سورة الواقعة)

 

أخرج ابن جرير عن جابر بن زيد، في قوله: (فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) قال: هو كتاب في السماء.

واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله: (إِلا الْمُطَهَّرُونَ) فقال بعضهم: هم الملائكة.

وقد أخرج ابن جرير ذلك عن ابن عباس، وسعيد بن جبير و عكرِمة، قال: إذا أراد الله أن ينزل كتابا نسخته السفرة، فلا يمسه إلا المطهرون، قال: يعني الملائكة.

وقال آخرون: عنى بذلك: أنه لا يمسه عند الله إلا المطهرون.

وأخرج ذلك عن قتادة، قوله: (لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) قال لا يمسه عند الله إلا المطهرون، فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسيّ النجس، والمنافق الرجس.

قال ابن جرير: والصواب من القول من ذلك عندنا، أن الله جلّ ثناؤه، أخبر أنه لا يمس الكتاب المكنون إلا المطهرون فعمّ بخبره المطهرين، ولم يخصص بعضًا دون بعض؛ فالملائكة من المطهرين، والرسل والأنبياء من المطهرين وكل من كان مطهرًا من الذنوب، فهو ممن استثني، وعني بقوله: (إِلا الْمُطَهَّرُونَ) .

وهذا التفسير للآية لا يعني جواز مسّ المصحف للجنب والحائض، فقد اتفق الأئمة الأربعة على حُرْمة مَس المصحف أو حَمْله في حال الجنابة، ولم يؤثر خلاف هذا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، لكن ذكر الجواز عن داود الظاهري وابن حزم وهو مخالف لما اتفق عليه الأئمة.

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة