سؤال
رقم مرجعي: 218928 | قضايا الأسرة و الزواج | 14 أكتوبر، 2025
الوسواس القهري في قضية الطلاق
تمت الخطبة وعقد القران قبل يومين، وبعد ذلك بدأت أعاني من وسواس قهري يتعلق بالخوف من الطلاق، وذلك بسبب شدة حبي لزوجتي وخوفي المبالغ فيه من أن أتلفظ يومًا بكلمة الطلاق دون قصد. قرأت عن الموضوع وفهمت أنه أمر شائع، وأن العلاج يكون بالاستغفار وتجاهل هذه الأفكار عند قدومها، وبالفعل تحسّنت حالتي كثيرًا. لكن في أحد الأيام هاجمتني هذه الأفكار بقوة، وشعرت بانزعاج شديد، فقلت لنفسي: لماذا أخاف من مجرد أفكار لا أنوي فعلها أصلًا؟ وماذا سيحدث لو كتبتها فقط؟ فقمت بفتح محادثة مع زوجتي وكتبت عبارة “أنتِ طالق”، دون أن أنطقها أو أرسلها، ولم أقصد معناها إطلاقًا، بل أردت فقط أن أتخلّص من الوسواس. الآن تراودني وساوس جديدة تقول إن ما كتبته ربما يُعتبر طلاقًا فعليًا. فهل يُعدّ ما فعلته طلاقًا؟
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فما قام به السائل من كتابة عبارة الطلاق في محادثة دون نطقٍ بها ودون إرسالها، ودون قصدٍ لإنهاء العلاقة الزوجية، لا يُعدّ طلاقًا شرعًا، ولا يترتب عليه أي أثر، لأن الطلاق لا يقع إلا باللفظ الصريح أو الكتابة المقصودة مع نية الطلاق. وقد قال النبي ﷺ: «إن الله تجاوز لأمتي عما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم» (رواه البخاري ومسلم).
وعليه؛ فما صدر من السائل إنما هو وسواس قهري لا أثر له في الحكم الشرعي، وزواجه باقٍ صحيحًا، ولا يلزمه شيء، وينبغي له الإعراض عن هذه الوساوس، والإكثار من ذكر الله والاستعاذة من الشيطان.
والله تعالى أعلم.