سؤال
رقم مرجعي: 249848 | قضايا الأسرة و الزواج | 27 أكتوبر، 2022
تزوجت منذ عشرة أعوام. انا اعمل وهى ربة منزل بلا فترة خطوبة ورزقنا الله ثلاثة أطفال من الذكور. أساس الاختيار الالتزام الديني لاحتساب الطرفين على المنهج السلفي الملتزم تحديدا والذي يتعارض تماما مع اهل الطرفين. اعمارنا في اواخر الثلاثينات....
نحن متزوجين منذ عشرة أعوام. انا اعمل وهى ربة منزل بلا فترة خطوبة ورزقنا الله ثلاثة أطفال من الذكور. أساس الاختيار الالتزام الديني لاحتساب الطرفين على المنهج السلفي الملتزم تحديدا والذي يتعارض تماما مع اهل الطرفين. اعمارنا في اواخر الثلاثينات. ينقسم حالنا لمرحلتين. الأولى كنا نعيش سويا بالبلدة التي اعمل بها فترة من الزمن تخللتها بعض المشاكل والخلافات الزوجية والتي تزايدت في آخر عام تحديدا لأجد نفسي مندفعا للتخلص من زوجتي فاشتريت لها شقة في بلدتنا الأصلية بجوار أهلها ثم اسكنتها فيها بأطفالى مع رفضها لهذا الوضع الجديد لأنه سيشتت الأسرة وهكذا انقضت الخمس سنوات الأولى. لتبدأ المرحلة الثانية وهي أنني أصبحت موظفا مغتربا بمفردي أسافر إليهم شهريا على شكل إجازات أسبوعية غير منتظمة حسب ظروفي العملية والمادية وفي نفس الوقت مسؤول عن امي التي تسكن ببلدة ثالثة ومعها اخي الذي يحتاج لرعاية صحية خاصة بمرضه العقلي ليصبح الأمر أنني في تشتت وتمزق مستمر لاستحالة إرضاء جميع الأطراف وهكذا انقضت الخمس سنوات الأخرى. تلك عشرة كاملة. وملخص ما رأيته منها طوال العشر سنوات العصبية، العناد، الكبر، الصوت العالى، الصراخ، كثرة الشكوى، كثرة البكاء، تقف أمامي رأسا برأس فترد الكلمة بعشرة أضعافها، انعدام الاحترام، انعدام التقدير، الفجر في الخصومة، ليس لها أي علاقة بالمنهج السلفي، وإنما تعلم وحفظ دون تطبيق مطلقا، بينما أنا كزوجة ارى منه الإهمال، عدم الاحترام، لا يحتويني بكلام جميل، يسبني ويشتمني باستمرار، يهتم بأهله خاصة امه واخوته الى الحد الذي قد يزور اخوته البنات المتزوجات لقضاء بعض حاجاتهن معللا ذلك بصلة الرحم والبر مما يدفعه للتقصير في حقي وحق ابنائي، لا يتفقد حالي، جاف المشاعر، حاد الطباع، متقلب المزاج لا يستقر على حال في المعاملة، يتهكم ويسخر مني دوما، بذيء الألفاظ، سليط اللسان، لا يترك لي هفوة ولا زلة الا حاسبني عليها، يكذب في اغلب الاحيان، تتدخل أمه في حياتنا حيث ينقل إليها بعض المواقف التي تحدث في حياتنا مبررا ذلك استعانته بخبرتها في الحياة وأنا أرفض ذلك بشدة، لا يقدر تحملي مسؤولية البيت بمفردي طوال فترة غيابه. واخيرا استنفذنا كافة الوسائل والطرق الشرعية في علاج مشاكلنا بما فيها الاستعانة بتدخل الأهل بلا جدوى ليزداد الأمر سوءا يوما بعد يوم مع رفضنا التام للاستعانة حتى بالطب النفسي أو العلاج السلوكي لعدم قناعتنا بالطب النفسي وخلاصة الوضع في نقاط محددة أنه لا يوجد بيننا أدنى تفاهم على الاطلاق، دائما ما يتم فهم مقصد الحديث بشكل خاطىء تماما، استقرار قاعدة سوء الفهم وسوء الظن، فقدان الثقة التام، انعدام الامن والاستقرار، تدهور العلاقة الحميمة الخاصة. وفي النهاية تأزمت حالتنا النفسية جدا الأمر الذي دفعنا أكثر من مرة للتفكير بجدية في الطلاق لكننا نتراجع كل مرة خوفا على الأطفال مع التأكيد على استمرار اهتمام الزوجين بالأطفال دون تقصير قدر الاستطاعة والان نبحث عن اي حلول اخرى بعيدة تماما عن الطلاق. نؤكد لفضيلتكم اننا اتفقنا على إرسال هذه الفتوى بهذه الصيغة ونقر بكل ما جاء بها من معلومات وننتظر الإرشاد لما فيه الصلاح
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى له وصحبه ومن والاه وبعد:
من خلال ما كتبتما أو اتفقتما على كتابته كما ورد في نص السؤال المطول، يتضح بأن هناك ظروفا موضوعية وأخرى ذاتية أثرت على علاقتكما، وتمثلت بحالة الشتات التي فرضت ربما على الزوج وأورثته حملا ثقيلا، وانعكست على الزوجة بمهام إضافية أفرزتها غيبة الزوج الاضطرارية، وانعكس كل ذلك عل الحالة النفسية للزوجين فساءت المعاملة وتكدرت العلاقة وشحنت الأجواء وأثرت سلباً على الأسرة بكاملها.
والحل يكون بمحاولة البحث عن حل تستقر فيه الاسرة -ولو بشكل نسبي- من خلال البحث عن عمل في مكان إقامة الاسرة، أو نقل الاسرة إلى مكان قريب من مكان العمل، والحد من التدخلات مهما كان مصدرها في شؤون الاسرة، ثم التوقف عن المناكفة والمكايدة وسوء الظن، وإفساح المجال لشخص واحد هو الزوج يقود الاسرة بالتشاور مع باقي أفرادها فإن سائقان لمركبة واحدة يوديان بها وبمن فيها إلى الهلاك...ولعل الحل الأمثل لما أنتم عليه، هو جلسة مصارحة جدية يسبقها وضع نقاط مشتركة لمصلحة الاسرة والاتفاق على تحقيقها، والاعتراف بالأخطاء من كل طرف دون الحرص على تسجيل المواقف وإثبات أن هذا الطرف هو المخطئ، أو ذاك هو من يتحمل المسؤولية، فإن هذا الفعل سيؤدي إلى الدوران في ذات الحلقة المفرغة من المناكفة والمكايدة وتعميق الشرخ وزيادة الخصومة...الاعتراف بالخطأ وحسن الظن والمسامحة والتغافل والتغافر والتماس الأعذار والعزم الصادق على فتح صفحة جديدة لما فيه خير الأسرة والأولاد وتلافي أسباب الخلاف وتعلم الدروس مما فات والتخطيط الحسن لما هو آت وانشراح النفوس وإقبالها على بعضها البعض من خلال خطوات عملية حقيقية وطي صفحة الماضي بصدق كفيلة بعودة الأمور إلى مسارها الصحيح بإذن الله.