سؤال
رقم مرجعي: 261491 | مسائل متفرقة | 18 ديسمبر، 2018
ما حكم الشرع في التسول و إعطاء المال المتسولين؟
ما حكم الشرع في التسول وما حكم إعطاء المتسولين المال؟
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الدين الإسلامي نهى عن المسألة من غير حاجة، واعتبر طلب المال من الآخرين دونما وجه حق من عمل أو حاجة كفقير معدم أو من تحمل دينا أو أصابته جائحة اجتاحت ماله، سببا للمهانة والذل في الدنيا والعذاب في الآخرة، والمتسول لا يعطى من الزكاة المفروضة إلا إذا ثبت أنه من أفراد مصارف الزكاة ومخارجها، ويمكن إعطاؤه من صدقة التطوع ما يدفعه مما يسد حاجته إلا إذا علم كذبه وأنه يمتهن التسول، فلا يعطى لئلا يعان على أكل أموال الناس بغير حق، و إذا لم يعلم فقره من غناه و صدقه من كذبه فلك أن تعطيه ولك أن تمنعه، وقد سئل سماحة الشيخ محمد أحمد حسين عن حكم دفع الزكاة لمن يطلبها فقال: (( على المزكي أن يتحرى لمن يعطي زكاة ماله، خاصة أن هناك من الناس الذين يمتهنون التسول بالوقوف على أبواب المساجد أو في الطرقات يسألون الناس الصدقة، وبعض هؤلاء لا يستحقون أخذ الزكاة، وقد نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن المسألة من غير حاجة، فقال: «لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ، أَوْ مَنَعُوهُ»[ صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة]، وقال رسول، الله صلى الله عليه وسلم: «مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ»[ صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب من سأل الناس تكثراً].
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل