ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 272219 | الأيمان والنذور | 19 إبريل، 2019

كفارة اليمين عند حلف أيمان كثيرة. وهل يجوز إخراجها في سداد الديون؟

انا طالب بالجامعه علي كفارات ايمان بمبلغ مقداره يفوق ال١٠٠٠ شيكل ما معي كامل المبلغ ومعي تقريبا نصه، ومش عارف كيف اتصرف بالمصاريف يلي معي ولمين اعطيهن، في عندنا سوبر ماركت بالبلد يلي انا فيها، وفي ديون على ناس، بس يلي عليهم ديون أغلبهم ناس مقتدرين ومعاهم مصاري، الا في شخص واحد عليه دين بحدود ال١٥٠٠ شيكل، هل بقدر ادفع الجزء من الكفاره لهاد الشخص فقط ؟! وثاني استفسار، هل يجوز اني أصوم لأنه المصاريف هاي يلي معي، ممكن أنه احتاجها بعد فترة سواء دفع أقساط أو أمور ثانيه ؟

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الأيمان أنواع، وتجب الكفارة في اليمين المنعقدة، ويمكن للأيمان في الموضوع الواحد أن تتداخل عند الحنث بكفارة واحدة في الراجح من أقوال العلماء، وتخرج الكفارة في إطعام المساكين و الفقراء، أو تخرج نقدا يكفي لإطعام عشرة مساكين عن كل يمين، ولا ينبغي إخراجها في سداد الديون، لما ورد في نص القرآن الكريم، وعند صعوبة إيجاد أصحاب الحق فلك أن توكل لجنة الزكاة أو جمعية خيرية في إخراجه للمستحقيين، فإن وجدت بعض الكفارات و لم تجد الباقي فلك أن تخرج ما معاك و تنتظر حتى تجد المال الباقي من أجل الإطعام، ولك عند غلبة الظن بتعذر الحصول على المال في القريب أن تصوم عن كل يمين ثلاثة أيام، وقد سئل سماحة الشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية حفظه الله عمن حلف أيماناً كثيرة، ولا يذكر عددها، هل يجوز له أن يكفر عن هذه الأيمان بالتبرع بمبلغ من المال لجمعية، أو مؤسسة خيرية تقدم المساعدات للفقراء والمساكين؟ فأجاب: (( الأصل أن يتجنب المسلم الإكثار من حلف اليمين، فقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 224]؛ لأن كثرة الحلف أمر مذموم شرعًا، والله تعالى يقول: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ﴾ [القلم: 10].
واليمين على ثلاثة أقسام:
1- الغموس، وهو اليمين التي يحلفها على أمر ماض كاذباً عالماً، وسميت بالغموس؛ لأنها تغمس صاحبها في النار، والعياذ بالله.
2- اللغو، أي دون قصد، أو كان على شيء ظن أنه صحيح، ثم تبين له عكس ذلك، فليس عليه كفارة باتفاق جمهور الفقهاء، لقوله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ [المائدة: 89].
3- المنعقدة، وهي التي تكون عن قصد ونية وعزم سابق، على فعل أمر أو تركه، كأن يقول: "والله لا أكلم فلاناً"، فإن كان اليمين منعقدة على أمور عدة، فقد اتفق الفقهاء على أنه تجب على الحالف لكل يمين كفارة، أما إن كان الحلف باليمين منعقداً على أمر واحد، وتكررت اليمين مرات عدة على الأمر نفسه، فإن كان يقصد بتكرار اليمين مجرد التأكيد على ما حلف عليه، وكان ذلك على شيء واحد؛ فإن عليه كفارة واحدة إن أراد التراجع عن يمينه، أو الحنث فيها، أما إذا لم يقصد التأكيد، وإنما قصد بالتكرار التأسيس لكل يمين، فعليه لكل يمين كفارة؛ لأن نية الحالف هي التي تحدد تعدد الكفارة لكل يمين أو كفارة واحدة عن جميع الأيمان، لقوله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة: 89].
وعليك الاحتياط لنفسك بأداء الكفارة مما يغلب على ظنك أنها تُبَرأ بها ذمتك، فيجوز لك أن تكفر عن هذه الأيمان بتبرع مالي إلى جمعية، أو مؤسسة خيرية تقدم المساعدات للفقراء والمساكين، والله تعالى أعلم.))

 

والله يقول الحق ويهدي إلى سواء السبيل

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة