سؤال
رقم مرجعي: 274870 | الصلاة | 22 يناير، 2019
هل توجد أفضلية لمن يصلي بالقرب من الإمام على البعيد في نفس الصف
السلام عليكم ورحمة الله , حفظكم الله , هل هنالك أفضلية لمن يصلي بالقرب من الإمام على البعيد في نفس الصف في عامة الصلوات , ما هو هذا الفضل ؟ وهل ورد دليل ؟ جزاكم الله خيرا ونفع بكم
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث صحيحة تدل على أفضلية الصف الأول في الصلاة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا" [رواه الإمام البخاري في صحيحه]. ومعنى ذلك أنه لو لم يمكن الحصول على الصف الأول إلا بالقرعة لفعلوها. فالقرب من الإمام في الصف الأول يكون به قدوة للآخرين لأنهم يأتمون بالإمام مباشرة ويرونه مباشرة، فيأتمون به. ويقول صلى الله عليه وسلم: "ليليني منكم أولو الأحلام والنهى" [رواه الإمام مسلم في صحيحه]. فهذا يدل على أنه ينبغي أن يتقدم أهل الفضل وأهل العلم ليكونوا قريبين من الإمام فيفتحون عليه إذا احتاج لمن يفتح عليه بالقراءة، فالتقدم إلى الصف الأول فيه فضائل عظيمة وفيه دلالة على مبادرة الإنسان إلى الخير ورغبته فيه، أما التأخر فإنه يدل على الكسل وعدم الرغبة في الخير، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله" [رواه الإمام مسلم في صحيحه].
أما الصلاة خلف الإمام مباشرة كما ورد عند السائل، فلم يرد حديث صحيح يدل على أن الصلاة خلف الإمام مباشرة أفضل من صلاته في مكان آخر من الصف، وقد وردت بعض الآثار في ذلك لكنها لا تخلو من ضعف، كالحديث الذي رواه الطبراني والبيهقي -واللفظ له- عن أبي برزة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن استطعت أن تكون خلف الإمام وإلا فعن يمينه"، وقال هكذا كان أبو بكر وعمر خلف النبي صلى الله عليه وسلم. قال الهيثمي في المجمع: وفيه من لم أجد له ذكراً. وقال ابن رجب في الفتح فيه وفي حديث آخر: ... وكلا الإسنادين لا يصح.
وبناء على ما سبق فإن الأفضلية تكون للصف الأول بغض النظر عن موقع الإمام، فيكون الصف الأول أفضل من الثاني حتى لو كان من في الصف الثاني أقرب للإمام.
والله تعالى أعلى وأعلم