ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 300275 | القرآن والتفسير | 16 مايو، 2021

ما معنى قوله تعالى: ((نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم))

السلام عليكم وجزاكم الله خير عندي عدة اسئلة ارجو اجابتي عنها اولا ماهو تفسيركم للاية 71 من سورة الحجر ثانيا جميعكم تتكلمون عن تفسير الاية نسأكم حرث لكم وكل واحد ياتي بكلام بحسب ما يراه ونحن نريد دليل واضح من الكتاب والسنه وسمعنا والله اعلم ان كل الاحاديث التى تكلمت عن حرمة اتيان الزوجه بدبرها ضعيفه وبالمقابل حديث عبدالله بن عمر صحيح ثالثا ان كان حرام فماهو الحد لمرتكبه فكيف شي محرم ولم يأتي له اي عقوبة او حد لمرتكبه حتى العلماء عندما تكلموا بنص جوابكم واستدلو بالاية القرانية التى تقول ولا تقربوا النساء بالمحيض استدلو عن طريق القياس وليس عن طريق ايه واضحه او حديث صحيح وبالاخير ارجو ان تردو على اسئلتي بأدلة واضحة من كتاب الله وسنة رسولة وبأحاديث صحيحة وتقبلو فائق الاحترام

إجابة

الحمد لله رب العالمين:

هذه الآية تبين أن للرجل أن يأتي امرأته كيف شاء من الأمام أو الخلف أو مضطجعة أو على جنب، بشرط أن يكون كل ذلك في قبلها لا دبرها؛ ولذلك قيد الله - سبحانه وتعالى- موضع الإتيان بموضع الحرث كناية عن موضع النسل، ولا يمكن أن يكون الدبر موضعا للحرث؛ لأنه لا يأتي منه الولد.

ومما يؤكد هذا المعنى ما ورد في سبب نزول هذه الآية، فإن سبب النزول يعين على فهم النص القرآني كما أكد ذلك علماء الدراسات القرآنية.

فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كانت اليهود تقول إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول، فنزلت الآية: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)»، وزاد مسلم في رواية أخرى عن الزهري: «إِنْ شَاءَ مُجَبِّيَةً، وَإِنْ شَاءَ غَيْرَ مُجَبِّيَةٍ، غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ».

ومعنى (مُجَبِّيَةً) أي: مكبوبة على وجهها. والصمام الواحد هو الفرج.

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْتُ. قَالَ: " وَمَا الَّذِي أَهْلَكَكَ؟ " قَالَ: حَوَّلْتُ رَحْلِيَ الْبَارِحَةَ. قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] " أَقْبِلْ، وَأَدْبِرْ، وَاتَّقُوا الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ "

ومن هذين الحديثين يتبين أن نزول الآية كان لأن اليهود كانت تعتقد أن إتيان النساء في قبل من الدبر يؤدي إلى إنجاب طفل أحول العينين، وكذلك سؤال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم؛ كان خوفا من الهلكة بسبب إتيانه زوجته في قبلها من جهة ظهرها، فحيث ركبها من جهة ظهرها، كنى عنه بتحويل رحله.

فدل ذلك أن الأمر المسئول عنه هو جهة الإتيان، أي من أي جهة يأتي القبل؟ وليس المقصود هل هو القبل أو الدبر.

والله أعلم

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة