ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 305805 | الصلاة | 9 سبتمبر، 2020

ما حكم الصلاة في البيت عند تحقق الخوف من انتقال العدوى بفيروس كورونا ونحوه ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ما حكم الذهاب الى المسجد في حال عدم وجود جميع اسباب واحتياطات السلامة من عدوى الاصابة بمرض(كوفيد 19) فمثلا في مدينتنا تم تاكيد اصابة 6 اشخاص بالمرض وتم حجرهم ولا نعرف ما اذا انتقلت العدوى لاشخاص اخرين او لا ولكن نحن لا نؤمن من الاختلاط بالناس حيث نحتاج الى احضار من يصلح كهرباء المنزل او منظومة الانترنت ومثل هذه الاشياء ونحتاج للذهاب للبقالة وكذلك ياتينا ضيوف لا نستطيع ردهم، مع العلم ان (مدينتنا صغيرة) واغلب الناس لا يلتزمون باجراءات الوقاية الصحية وهنالك مسجد واحد يصلي فيه جماعة قليلة من الناس(ولا يوجد تباعد بين شخص واخر) اما باقي المساجد فيرفع فيها الاذان فقط (لدينا لا تقام الجمعة لكن تقام الجماعة في المسجد المذكور آنفا). ففي هذه الحال هل يجوز لي الذهاب للمسجد بحكم أننا لا نؤمن من عدم الاختلاط بالناس وانتقال العدوى؟ حيث انه لافرق بين الاختلاط بهؤلاء الناس (المذكورين آنفا) او الاختلاط بجماعة المسجد؟ ارجو ان تتقبلوا سؤالي حتى وان لم اصغه بالطريقة المناسبة وارجو ان تكون اجابتكم كافية ووافية.

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فبالإشارة إلى السؤال المثبت نصه أعلاه، فإن الأصل في المسلم تأدية صلاة الفريضة في المسجد، إلا لعذر، ومن العذر الخوف والمرض والسفر، وقد سئل سماحة الشيخ محمد أحمد حسين حفظه الله المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية عن حكم تقيّد مرتادي المساجد بإجراءات السلامة والوقاية الصحية من جائحة "كورونا"؟  

فأجاب: (( بداية نسأل الله العلي القدير أن يكشف عن عباده هذه الغمة التي تسببت في إغلاق المساجد، والحيلولة دون أداء الصلاة فيها، وحيث تتجه النية للعودة التدريجية للحياة، بعد انحسار زخم هذه الجائحة لدينا، فلا بد من التأكيد على ضرورة التقيد بإجراءات السلامة والوقاية الصحية، وبخاصة فيما يتعلق بمراعاة التباعد، حسب تعليمات الجهات المختصة، درءاً لشر هذه الجائحة الخطيرة، فالأمر لا يحتمل التهاون والتراخي، وبخاصة من قبل رواد المساجد، التي في العادة تكتظ بجموعهم، ركعاً سجداً وقائمين وعاكفين، والحمد لله رب العالمين، وبخاصة المسجد الأقصى المبارك، الذي أعلن عن النية بإعادة فتحه أمام المصلين بعد عيد الفطر المبارك، فينبغي أن يقدر جميع المصلين حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم بالخصوص، حفاظاً على سلامتهم، وسلامة مخالطيهم من المصلين الآخرين، وحيث أن إجراءات الوقاية التي تدعو إليها الجهات الصحية يقلل التقيد بها من شر هذا الوباء، فإن الأخذ بها وقاية من الإضرار بالآخرين، أو التضرر منهم، يعتبر من الواجبات الشرعية، والرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: (قال لا ضرر ولا ضرار، من ضار ضاره الله، ومن شاق شاق الله عليه) (المستدرك على الصحيحين ج2/ص66، وقال النيسابوري: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه)
ورحم الله من هدي ليكون مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر والأذى.
ومع هذه الفتوى الملزمة تأكيد للتعامل مع هذه الاحتياطات بمنتهى الجدية والحرص، عملاً على منع الأذى عن الخلق، وتسهيل سبل النجاة لهم، ورب البرية أشاد بالذي يعمل على حفظ حياة الخلق، بخلاف الذي يسعى في هلاكهم، فقال عز وجل: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (المائدة:32)
راجين السلامة للجميع من هذا الوباء، وأن يحمي الله مساجدنا وروادها من كل شر، وأن ييسر العودة إليها عاجلاً غير آجل.))

كما أجاز مجلس الإفتاء الأعلى في قراره 340/2020/5 قرار 1/183 بتاريخ 17// رجب 1441 وفق 12 آذار 2020 التخلف عن صلاة الجمعة والجماعة عند تحقق غلبة الظن بالخوف من انتقال المرض عبر العدوى. والله تعالى أعلم.

 

 

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة