سؤال
رقم مرجعي: 308109 | مسائل متفرقة | 23 مايو، 2022
كنت في السابعة والعشرين من العمر 7 اخوات اصغر مني اثنان منهن متزوجات والبقية يعيشون معنا في بيت والدي احدى كنت كثير المجون والمعاصي واكل الحرام كثيرا" فتعلمت من ابناء عمومتي السرقة منذ نعومة اظفاري وكذلك اللواط لكن ليس بشكله...
كنت في السابعة والعشرين من العمر 7 اخوات اصغر مني اثنان منهن متزوجات والبقية يعيشون معنا في بيت والدي احدى كنت كثير المجون والمعاصي واكل الحرام كثيرا" فتعلمت من ابناء عمومتي السرقة منذ نعومة اظفاري وكذلك اللواط لكن ليس بشكله الحقيقي بل هو مداعبات اطفال واستمر معي لغاية سن ال20 سنه حيث احسست ان كبرت على هذه الافعال الغير رجولية وتحولت لمشاهدة الاباحيات ومطاردة بائعات الهوى ومستمر بسرقة المال من اقاربي الاغنياء وصرفه على الملذات وتسبب ذلك في تراجعي في الدراسة وعدم التوفيق في العمل وفقر شديد في العائلة فعاقبني ربي بالوقوع في غواية الشيطان والتفكير في احدى اخواتي وكانت جميلة جدا" وكنت كثر المراقبة لها حتى عند دخولها الحمام واقنعتها ذات مرة بان انام معها في فراشها بحجة انني مقبل على الزواج ولا اعرف ما افعل فاريد ان اجرب نفسي وبعد عناد طويل رضخت وهي تبكي كان مابيننا مداعبة من طرفي فقط واحتكاك من الخلف بدون ايلاج وصولا للقذف حيث لم يحصل لي انتصاب كامل بعدها رغم مرور اكثر من 20 عاما" على الحادثة حيث انني الان متزوج ولي اولاد لكن الانتصاب لدي ضعيف بسبب مجوني وابتعادي عن الله وارتكابي الكبيرة التي تستحق القتل كنت اعيش حياة مرة جدا" بعد هذه الحادثة كذلك اختي فاخذت فترة طويلة بكاء" وذبول وانا اتعذب لان ذلك بسبيي تزوجت اختي ولها الان 5 اطفال وتعيش مع زوج سيئ ولا اعتقد انها نست الامر كلما احاول ان انسى ماحدث اتذكر واشعر ان الله لن يسامحني واظل ابكي وازهد في الحياة واطلب الموت ولا اشعر بالرضى عن نفسي ولا بالقرب من الله كوني قضيت اكثر من 35 سنة من عمري بالمحرمات واشعر بان الله مستمر بمعاقبتي عند اي مشكلة تحصل لي ولاولادي وزوجتي واشعر ان عدم التوفيق في حياتي المادية وعلاقتي باقاربي وهي شبه مقطوعه سببها غرقي في المعاصي فيما سبق احيانا" ابكي كثيرا" في صلاة الليل واتمنى لو انني لم اكن شيئا" مذكورا ولو انني لو اولد ولو ان هنك شيئ يمسحني من الوجود بدون اثم ولا احاسب يوم القيامة اتمنى لو كان ذلك كابوسا" واستطيع الاستيقاظ منه والان بعد ان كبرت وكبر اولادي تراودني احيانا" افكار بانني يجب ان اعترف وانال جزائي بالقتل واعترف لمن ظلمتهم وسرقتهم ليسامحوني لكني اخاف على زوجتي وابنائي من نظرة الناس والاقارب وكذلك ثقة اولادي بي وكيف ستؤثر على مستقبلهم اغيثوني بالله عليكم كيف الخلاص من هذا الجحيم وهل يجوز لي اقامة الحد على نفسي ,ندمان اشد الندم لاني ضيعت شبابي وعمري بالمعاصي واشتغلت عن طاعة الرحمن بما نهاني عنه من الوقوع في غواية الشيطان حيث انني شديد الحب لله وكنت اظنه ولا ازال يحبني اكثر والى الان احس انه يحبني وحبي له لن ينقص وانا الان خجل من العرض عليه يوم الحساب فهو رغم عصياني له لم يحرمني بل دائما" يعطيني ويساندني ويقف معي ويوفقني لعمل الخير لكني اشعر انني مهما فعلت فلن يكفي للتكفير عن ذنبي فهل انا على صواب ومالحل وهذا الكابوس لا يفارقني ويؤثر على حياتي وانتاجيتي.
إجابة
الأخ السائل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لا شك أنّ ارتكاب الكبيرة الواحدة تورث الوهن والضعف، وتمحق البركة، ويعاقب صاحبها بالحرمان من ملذات الدنيا التي تُقضى بالحلال، فكيف إذا اجتمعت أكثر من كبيرة مع بعضها، فهي تسحق صاحبها وتورده المهالك.
ولكن من رحمة الله تعالى بك أن أمهلك حتى تستيقظ من غفلتك، وتصبح لك الكبائر من ألد أعدائك، بل وتلاحقك في ليلك ونهارك وتشعرك دائما بأنك حاملها في كل وقت وحين، خاصة تلك التي تعلقت بحقوق الآخرين والمتمثلة بالسرقة من أقاربك، أو المتعلقة بتجاوزك حدودك مع محارمك بارتكاب الحرام معهنّ.
وما الندم الذي تعيش في كنفه، وما الحلول الترقيعية التي تحدث نفسك بها، وما سؤالك لمركز الفتوى بكلية الشريعة في جامعة النجاح، إلا أدلة واضحة على صدق طلب توبتك من الله تعالى، لذا في ضوء ما سبق نبيّن لك رأي الشريعة، ويتمثل بالآتي:
- التمسك بالتوبة الصادقة التي تعيش معها كل يوم بندم فمن يحول بينك وبين الله؟. قطعا لا أحد، وأنت تعلم قصة الرجل الذي قتل مائة نفس ثم دُلّ على عالم فقال له: نعم لك توبة ومن يحول بينك وبين التوبة (انظر: صحيح مسلم حديث رقم2766). وقال تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر: 53]. فالتوبة الصادقة تغفر الذنوب جميعا صغيرها وكبيرها.
- رد الحقوق إلى أهلها، فالمال الذي سرقته من أقاربك يجب عليك إرجاعه إليهم فهو متعلق بذمتك ولا تبرأ إلا بأدائه أو مسامحتهم لك، وقد يترتب على كشف أمرك لهم عند طلب المسامحة منهم الفضيحة الكبرى لك ولأهل بيتك، عندها لم يبق لك سوى إرجاع المال لهم ولا يشترط إعلامهم بذلك لما قد يترتب على ذلك من كشف ما ستره الله عليك. وهذا البند شرط من شروط التوبة.
- يجب عليك طلب المسامحة من أختك وإخبارها أنك الآن في مرحلة العودة الصادقة إلى الله تعالى، وأن تستر عليك كما ستر الله عليكما.
- الالتزام بالعبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج، وقضاء ما قصّرت فيه من صيام رمضان، أو صلوات قصرت في أدائها، والإكثار من أداء السنن، والبحث عن باب من أبواب الصدقات التي تفتح لك بابا من أبواب الرحمة والحسنات الكثيرة، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، وقال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].
فالتوبة الصادقة هي التي يتبعها العمل الصالح، وهي التي تقربك أكثر من الله تعالى، وهي التي تدفع عنك وساوس الشيطان من عدم قبول الله توبتك، وهي التي تجعل من الكبائر التي ارتكبتها فترة مظلمة في حياتك يجب أن تنسى وتترك بلا عودة أبدية.