ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 315047 | الطهارة | 28 فبراير، 2023

ما حكم قراءة القرآن من الجوال اثناء فترة الحيض ؟

ما حكم قراءة القرآن من الجوال اثناء فترة الحيض ؟

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن قراءة القرآن من الجوال أثناء الحيض جائزة ولو للتعبد، لكن من غير مس المصحف، نص على ذلك قرار مجلس الإفتاء الأعلى 2/109 بتاريخ 19/9/2013، جاء في القرار:

(( قرار: 2/109

الموافق: 19/9/2013م.

حكم قراءة الحائض، والمحدث حدثاً أصغر للقرآن الكريم

السؤال: ما حكم قراءة الحائض، والمحدث حدثاً أصغر للقرآن الكريم؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

فإن كلام الله جل شأنه أعظم كلام، ولقد أقسم الله تعالى على كرامة القرآن، فقال: } فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ { ] الواقعة: 75 - 79 [.

ولأجل ذلك اعتنى علماء المسلمين بدراسة الحكم الشرعي المتعلق بقراءة المحدث حدثاً أصغر وأكبر للقرآن ومس المصحف الشريف، وهاتان المسألتان وقع فيهما خلاف شديد منذ زمن الصحابة الكرام إلى يومنا هذا.

وقد اطلع مجلس الإفتاء الأعلى على أقوال أهل العلم في المسألتين، وبعد المناقشة والبحث المستفيض في الأقوال وأدلتها، فقد توصل إلى الآتي:

أولاً: حكم قراءة المحدث حدثاً أصغر وأكبر القرآن الكريم من غير مس المصحف:

يرى أغلب أهل العلم أن قراءة من به حدث أصغر للقرآن جائزة، ونقل بعض العلماء الإجماع على ذلك، مستدلين بحديث ابن عباس، رضي الله عنهما، في وصفه لمبيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ميمونة، أم المؤمنين خالة ابن عباس، "  فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآيَاتِ الخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي " ] صحيح البخاري، كتاب الوضوء، باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره [.

ووقع الخلاف بين العلماء في قراءة المحدث حدثاً أكبر، وفرقوا بين الحائض والنفساء من جهة، والجنب من جهة أخرى؛ لأن الجنب يملك إزالة الجنابة بإرادته، في حين أن الحائض والنفساء لا تملكان ذلك؛ لأن عذرهما ليس بيدهما.

وذهب جمهور الحنفية والشافعية والحنابلة إلى تحريم قراءتهما للقرآن وهما في العذر، وقال الإمام مالك، وأحمد في رواية، وبعض علماء الصحابة والتابعين بجواز القراءة، وليس للمانعين دليل صريح أو صحيح يمنع القراءة، بل إن المجيزين استدلوا بما ورد عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " فَافْعَلِي مَا يَفْعَلُ الحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لاَ تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي " ] صحيح البخاري، كتاب الحيض، باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت [ .

ولا يخفى أن السماح لأم المؤمنين بالقيام بمناسك الحج غير الطواف، يعني السماء لها بالذكر والدعاء، والذكر يشتمل على آيات من الذكر الحكيم غالباً، وعليه؛ فإنه يترجح القول بجواز قراءة الحائض والنفساء للقرآن الكريم.

ولم يجز جمهور المذاهب الأربعة للجنب قراءة القرآن مستدلين بأحاديث لم يتفق على صحتها، ومنها ما ورد عن علي، رضي الله عنه، أنه قال: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْرِئُنَا القُرْآنَ عَلَى كُلِّ حَالٍ مَا لَمْ يَكُنْ جُنُبًا  " ] سنن الترمذي، كتاب الطهارة عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في الرجل يقرآ القرآن على كل حال ما لم يكن جنباً، وقال أبو عيسى: حديث حسن صحيح [ .

بينما أجاز ابن عباس، وداود، والطبري، ورجحه ابن حزم، وابن المنذر، وروي ذلك عن مالك، وهو ظاهر تبويب البخاري في صحيحه بجواز قراءة الجنب، وضعفوا أدلة المانعين مستدلين بما ورد عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ " ] صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها [، واستدلوا بالبراءة الأصلية، والأحوط الأخذ برأي الجمهور؛ صيانة لكلام الله تعالى، وصراحة الدليل المانع، ولأن الجنابة يمكن إزالتها بالاغتسال، وهذا يشمل ما لو قرأ المحدث غيباً، أو من شاشات الحواسيب، والأجهزة الخلوية، أو أمسك المصحف بحائل.

ثانياً: حكم مس المحدث المصحف:

يرى جمهور المذاهب الأربعة أن مس المصحف ممن به حدث أصغر أو أكبر ( الجنب، أو الحائض، أو النفساء) حرام، لقوله تعالى: } لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ { ] الواقعة: 79 [، إلا أن الآية الكريمة تحتمل تفاسير عدة، كما استدلوا بأحاديث عدة مختلف على صحتها، وأجاز بعض العلماء مس المصحف لمن به حدث أصغر، واستثنى المالكية المعلمة الحائض، والمتعلمة، والتي تتعالج بالرقية، أو تعالج بها، فيجوز لهما مس المصحف والقراءة، ولكن قالوا إن مسه بوضوء أفضل.

والراجح منع المحدث حدثاً أكبر من مس المصحف، صيانة لكلام الله تعالى، ولا بأس من مس المحدث حدثاً أصغر للمصحف، ومسه بوضوء أفضل بلا شك، تأدباً مع كلام الله تبارك وتعالى.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ))

 

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. رسالتي هذهِ قد تكون طويلة، ولكن الأرض قد ضاقت عليّ بما رحُبَت حتى بت لا أطيق الحياة وأخشى على نفسي مِن الانتحار. عمري الآن ١٩ عامًا، ولطالما أحببت الله. كنت أرتكب المعصية فأتوب منها لو عرفت حكمها وأمضي، وكنت غير ملتزمة في الصلاة، أصلي وأقطع كثيرًا حتى مَنّ الله علي بالهداية في سن السادسة عشر والتزمت في الصلاة. والحمدلله كنت أصوم قبل حتى أن أدخل سن البلوغ. ولكني أسرفت على نفسي بالمعاصي. بدءًا منذُ طفولتي التي كنت أذنب فيها حتى الكبائر بدون أن أعرف أن ما أفعله ذنب، وانتهاءً بسن الشباب الذي أنا فيه الآن. تبتُ إلى الله مِن ذنوب كثيرة وكلما تذكرت ذنبًا تبت منه صغيرةً كان أو كبيرة وكنت أستشعر رحمة الله وحبه في قلبي وكنت أدعو الله دائمًا بيقين شديد لأنه رب المعجزات. في سن ١٦ عندما منّ الله علي بالتوبة كنت أتمنى أن أغير حياتي وكنت أدعو الله بهذا كثيرًا ولكني لم أكن أعرف إلى ماذا أريد أن أصل، غير أني كنت أشعر بالملل الشديد مِن حياتي، هذا كان قبل الإلتزام بالصلاة. ثم هداني الله والتزمت الصلاة. وفي صغري كنت في حلقة لتحفيظ القرآن ولكن لم أستطيع أن أكمل فيها وانفصلت عنها. وأحاول حتى الآن أن أحفظ ولكن لا أكمل. نعود لسن ال١٦ وبعد الالتزام، ابتلاني الله- والحمدلله مازلت صابرة- بشتى أنواع الوساوس، وسواس العقيدة والاغتسال والوضوء ووساوس في الصلاة والتكبير ووسواس الردة ووسواس الموت..إلخ.. ومازلت عالقة في هذهِ الدوامة حتى هذا السن، على أنها انقطعت فترة ونسيتها ثم عادت مجددًا منذ حوالي الشهر. أفكر في حياتي، فأجد أنني ارتكبت أنواع الكبائر، كبائر كثيرة وبعضها مخرج عن الملة والعياذ بالله. وارتكبت الصغائر بطبيعة الحال..عسى أن يغفر لي ربي ويتوب علي. المهم أنني أتشهد كلما أتذكر ذنوبي وأتوب إلى الله، وهذا يتعلق بالذنوب التي بيني وبين الله. ولكن هناك ذنب لا أستطيع أبدًا أبدًا أن أنساه لنفسي، وكنت آنذاك حينما ارتكبته لا أعرف حكمه وأنه ربما كفر أو شرك والآن لا أستطيع أن أجزم أصلاً إذا كنت أعرف بحرمته أو لا. هذا الذنب يمنعني مِن العيش(على أن أغلب ذنوبي تمنعني ولكن هذا أقواها وأحس أنني لا أستطيع أن أسامح نفسي حتى ولا أستطيع أن أتجاوز ما فعلت)، علم الطاقة.. وقعت في الفخ في سن ال١٤ تقريبًا،وكنت آنذاك بنتًا جاهلة وفضولية، كنت أقوم بالقراءة عن قصص الجن والاسقاط النجمي والهالات والطاقات والسبليمنال وطاقة الجذب وأمور أخرى أسأل ربي أن يعفو عني ويغفر لي، ليت الأمر توقف على القراءة فحسب، وهذا أكثر ما يعذبني، يعذبني أنني كنت أجرب بنفسي! كنت أحاول وأحاول وأحاول وانتهيت لأن نشرت تجاربي في موقع أمقته أشد المقت الآن ولا أتحمل أن أفكر فيه بعد أن كان موقعي المفضل. وليتني جربت وانتهيت وتبت! كلا! بل كنت أحلف وأقسم أنه حدث كذا وكذا وأنه ليس بدجل ولا شيء! يعني فتيت بغير علم أيضًا!! وافتريت على الله بغير علم في أمر أنا كاذبة وجاهلة فيه! ودعوت الناس لهذا الذي أعرف الآن أن حكمه محرم وقد يؤدي للخروج مِن الملة والعياذ بالله! وقرأ مواضيعي مئات وربما آلاف الناس، أنا نادمة نادمة نادمة. ولا أستطيع حذف مواضيعي لأن سياسة الموقع لا تسمح للأسف. ذنبي كبير وأنا أعرف حكم الانتحار ومع ذلك فإن الشيطان يلعب بعقلي وسأستغفر عن هذه الفكرة. أنا خائفة ولا أستطيع العيش ولا الأكل ولا النوم وهذا غيض مِن فيض، أسرفت على نفسي في الذنوب والكبائر والمعاصي. أقسم بالله أن قلبي يتقطع ألمًا وغدًا يبدأ رمضان وأنا أحس أحيانًا بالأمل بأن ربي غفورٌ رحيم، ثم أتذكر أنني دعوت الناس وسأحمل أوزارهم ليوم القيامة فأخاف أكثر وأتذكر أن الله شديد العقاب. أحس أنني منافقة أمام الناس، فأنا لا يعرف أحد بذنوبي الكبيرة التي قد تصل للكفر.. أنا خائفة ونادمة وأرجوكم أن تدعوا الله أن يرحمني ويتوب علي فأنا أحس أن حياتي انتهت. ادعوا لي بالمغفرة والتوبة. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.