سؤال
رقم مرجعي: 317020 | الصلاة | 30 أغسطس، 2020
ما حكم جمع العروس بين الصلوات يوم زفافها ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يخفى عليكم تحضيرات العروس لعرسها عند الذهاب إلى صالون التجميل فهي تذهب قبل الظهر وتبقى الى بعد العصر ثم إلى صالة الأفراح التي تستمر إلى بعد العشاء. في هذه الحالة هل يجوز لها جمع صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم وجمع صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؟
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فبالإشارة إلى السؤال المثبت نصه أعلاه، فإن الأصل أن تؤدى الصلاة في وقتها حاضرة، إلا أن الشريعة الإسلامية أجازت الجمع بين صلاتي النهار وهما الظهر والعصر وصلاتي الليل وهما المغرب والعشاء لرفع الحرج والمشقة عن المكلفين، كالجمع في السفر والمطر والمرض، ومن ذلك الجمع للشغل الذي يصعب معه إقامة الصلاة في وقتها بقيود وضوابط، وقد سئل سماحة الشيخ محمد أحمد حسين حفظه الله المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية عن حكم جمع الصلاة للعروس يوم زفافها؟
فأجاب: (( الأصل في المسلم أن يؤدي الصلوات في أوقاتها، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه، أنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أي الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا» [صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال].
وقد رخص الإسلام الجمع بين الصلاتين في ظروف معينة، واختلف الفقهاء في الرخص المبيحة للجمع، فذهب الأحناف إلى عدم الجمع إلا في الحج في عرفة، ومزدلفة [حاشية ابن عابدين: 1/555]، وأجاز معظم الفقهاء الجمع بعذر السفر والمطر والمرض والخوف [حاشية الدسوقي: 1/396، روضة الطالبين: 2/70، المغني: 2/205].
وتوسع الحنابلة في الأعذار المبيحة للجمع، فقالوا: بأنها كل عذر أو شغل يبيح ترك الجمعة والجماعة، كخوف على نفسه أو ماله وغيره، وذهب أشهب من المالكية، وابن المنذر من الشافعية، وابن سيرين، وابن شبرمة، إلى جواز الجمع لحاجة، ما لم يتخذه عادة [ المغني: 2/205]، لحديث ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: « صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلاَ سَفَرٍ» [صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر]، وقيل لابن عباس عن جمع الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: حتى لا يحرج أمته.
وعليه؛ فيجوز للعروس الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وصلاتي المغرب والعشاء، يوم زفافها حسب رأي أشهب ومن وافقه، )) والله تعالى أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل