سؤال
رقم مرجعي: 319361 | الأيمان والنذور | 12 إبريل، 2022
حكم من نذر ألا يأكل صنفا من الطعام لمدة شهر
اسلام عليكم نذرت ان لا اكل الشوكلاته لمدة شهر هل النذر صحيح ؟
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الأصل في النذر المشروعية، ثبت ذلك في الكتاب والسنة ، قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾. ( سورة البقرة (270)). وقال سبحانه: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾. ( سورة الحج (29)). ويقول عليه الصلاة والسلام: ( مَن نَذَرَ أنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، ومَن نَذَرَ أنْ يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ.) ( صحيح البخاري (6696)).
وقد جاء في قرار مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين قرار رقم: 3/75 :" يفهم من هذا الحديث النبوي الشريف بأن للنذر مجالين:
- إما أن يكون في عمل حلال مثل عمل الخير والعبادة، وهذا النوع يلزم الوفاء به.
- وإما أن يكون في عمل حرام، وهذا النوع لا يجوز الوفاء به، ولا يجوز الالتزام به، وإن وقع يكون باطلاً."
أما ما صدر من السائل فإنه يطلق عليه النذر المباح، وهو لا ينعقد عند جمهور أهل العلم، لما ورد من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: (بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ. فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلا يَقْعُدَ، وَلا يَسْتَظِلَّ، وَلا يَتَكَلَّمَ، وَيَصُومَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ، وَلْيَسْتَظِلَّ، وَلْيَقْعُدْ، وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ) ( رواه البخاري، رقم: 1865) وقد ذهب بعض أهل العلم إلى انعقاده ووجوب الكفارة عند الحنث فيه ومخالفته، والأحوط إخراجها بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم تسطتع فتصوم ثلاثة أيام، ولك أن تلتزم بما قلت مدة الشهر عندها لا يلزمك شيء باتفاق العلماء.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل