سؤال
رقم مرجعي: 336656 | المعاملات المالية المعاصرة | 17 أكتوبر، 2024
حكم المنحة الحاصل عليها بأوراق مزورة.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته حصلت على مال حرام نتيجة منحة جامعية لا أعتقد أني أستحقها وذلك لأنه وقع كنوع من تزوير و رفع درجات سابقا لم أكن أستحقها. عندما كنت في مرحلة الثانوية أي قبل حصولي على شهادة البكالوريا ذالك التزوير ورفع الدرجات هو من جعلني أصل إلى شهادة البكالوريا أصلا وبفضل الله نجحت في شهادة الباكالوريا بإجتهادي وحصلت على أموال كهدايا مقدمة لنجاحي ومنحة جامعية وهذه الأموال إشتريت بها ملابس و شريحة إتصال وغيرها من الأمور كعطور وحلاقة ثم جائني وسواس بأن كل ما أفعله باطل فققرت أن أغير حياتي فأحضرت مال حلال وذهبت لأشتري ملابس من مال حلال لكن كنت مرتديا تلك الملابس التي من المال الحرام إضافة إلى أنني سافرت بحافلة و أجرة من مال حرام فهل الملابس والأغراض التي إشتريتها باطلة إضافة إلى أنني قررت أن أحلق شعري بمال حلال والمشكلة أيضا أني كنت مرتديا تلك الملابس التي من المال الحرام فهل كل ما فعلته من التغيير باطل؟ لأني إستندت إلى عبارة ما بني على باطل فهو باطل وأنا أنوي أن أبدأ العمل بملابس المال الحلال التي شككت بها فما حكم راتبي وأسف على التوضيح المستمر الوسواس أرهقني شكرا لكم
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
بالإشارة إلى السؤال المثبت نصه أعلاه، فإن ما فعلته يعد من الغش ومن شهادة الزور المحرمين في الإسلام، ذلك أنك قمت بتقديم أوراق مجانبة للحقيقة للحصول على منحة تعطى للأفضل بناء على معطيات صادقة وموافقة للحقية، والرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» [صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب قَوْلِ النَّبِي، صلى الله تعالى عليه وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»].
فعلى المرء قول الحقيقة والصدق، والبعد عن الغش والتزوير؛ لأن التزوير آفة خلقية يرفضها الإسلام، وتذمها الشرائع السماوية الأخرى، وتعاقب عليها القوانين المعتبرة، ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ ثَلاَثاً؛ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ» [صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها]، كما يجب على مرتكب ذنب الغش والتزوير التوبة والاستغفار إلى الله تعالى، ومن شروط التوبة إرجاع الحقوق إلى أصحابها، أو الاستسماح منهم، وإذا تعذر ذلك فعليك إخراج بدل المال الحرام للفقراء والمساكين أو في المصالح العام للمسلمين، ودعك من الوسواس وتوكل على الله، والله تعالى أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل