سؤال
رقم مرجعي: 339382 | المساجد | 19 يوليو، 2020
ما حكم تعديل اتجاه القبلة بسبب الانحراف؟
يوجد في قريتنا مسجد مبني منذ ما يقارب ال٣٠ سنة او اكثر ، كنت اشك انه اتجاه القبلة فيه غير دقيق، وبعد التأكد عن طريق الخرائط تبين لدي انه كقدار الانجراف 30 درجة عن عين القبلة .... ما حكم ذلك ، وكوني علمت بهذا الخطأ والفرق الكبير في اتجاه القبلة، ماذا يتوجب علي أن أفعل
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن استقبال القبلة بأبلغ درجات الدقة واجب شرعي أمر الله به، والواجب على المواطن إن علم أن هناك انحرافا في قبلة المسجد الذي يصلي فيه أن يبلغ جهات الاختصاص من الأوقاف والقائمين على المسجد لأن لديهم الخبراء في تحديد القبلة الدقيق، والأمر يتطلب معرفة وعلما وخبرة، وقد سئل سماحة الشيخ محمد أحمد حسين حفظه الله المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية من بعض الأخوة قالوا: نود إعلامكم بأنّه يوجد خلاف بين المصلين في مسجدنا على اتجاه القبلة، وبعد زيارة المسجد المذكور من قبل مديرية أوقاف نابلس؛ لاحتواء الخلاف القائم بين مصلي المسجد، تمّ الاتفاق على إحالة الموضوع إلى دار الإفتاء، فما رأيكم في ذلك؟
فأجاب: (( بعد الرجوع إلى قراري مجلس الإفتاء الأعلى رقم: 1/8، ورقم: 3/46:
فإنّ القبلة من علامات وحدة هذه الأمة، فالأمة الإسلامية قبلتها واحدة، وهو أمر يفتخر به كل مسلم ويعتز به، فالحفاظ على رمز وحدة المسلمين من خلال وحدة قبلتهم، هو أولى بالاتباع، واستقبال القبلة شرط لصحة الصلاة، والأدلة على ذلك كثيرة، فمن القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [سورة البقرة: 144]، ومن السنّة: ما ورد عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال النبي، صلّى الله عليه وسلّم: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ» [صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة فى كل ركعة]، والجهة تعرف بعلامات أهمّها معرفة المشرق والمغرب، لقول الرسول، صلّى الله عليه وسلّم: «مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ قِبْلَةٌ» [جامع الترمذي، كتاب أبواب الصلاة، باب ما بين المشرق والمغرب قبلة، وصححه الألباني]، ويدلّ هذا الحديث على أنّه ليس بالضرورة التوجه إلى ذات الكعبة نفسها، لغير المشاهد للكعبة، أثناء الصلاة، لوجود مشقة في ذلك، وإنّما يكون التوجه إلى جهتها؛ تيسيرًا للنّاس على العبادة، ورفعًا للحرج عنهم.
وعلى المسلمين عند قيامهم ببناء المسجد أن يبذلوا الجهد والوسع في تحري القبلة من خلال أهل الخبرة، ويفضل اللجوء إلى التقنيات الهندسية الحديثة في تحديدها.
وبالنّسبة إلى قبلة المسجد المذكور أعلاه، فإنّ الذي جزم به أهل الخبرة والاختصاص بالتنسيق مع وزارة الأوقاف أنّ المحراب الحالي ينحرف 42 درجة عن القبلة الصحيحة، يُخرج الإمام عن كونه مستقبلًا القبلة، بل تصير القبلة إلى يمينه أو يساره، وهذا لا يجوز، وعليه، فإذا كانت النتيجة التي تمّ التوصل إليها قطعية، فتجب المسارعة إلى تصويب الخطأ، وتوجيه المحراب إلى القبلة الصحيحة، وندعو المصلين إلى وحدة الصف، ونبذ الفرقة والخلاف، والالتزام بتوجيهات وزارة الأوقاف صاحبة الاختصاص بالخصوص.))
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل