سؤال
رقم مرجعي: 345464 | مسائل متفرقة | 23 فبراير، 2025
حكم الدراسة الجامعية المختلطة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أدرس هندسة الحاسوب في جامعة النجاح ومن المعلوم أن الجامعة مختلطة وأن الاختلاط من حيث الأصل حرام بسبب المفاسد الناتجة عنه , وقد قرأت أن بعض أهل العلم أباحوا الدراسة في الجامعات المختلطة اذا كان هناك ضرورة ولا يوجد لها بديل . قرأت وتبين لي بعد السؤال أنه يمكن دراسة أغلب أو كل مواضيع هندسة الحاسوب عن طريق التعلم الذاتي عن طريق المحتوى المجاني على اليوتيوب ودورات الاون لاين المدفوعة إلا أن الدراسة الذاتية قد تكون أصعب من الدراسة الجامعية إلا أنها ممكنة . وكذلك أن الشهادة الجامعية قد تزيد من فرص العمل في هذا المجال ( البرمجة) لكنها ليست ضرورية بل بعض الشركات تركز على المهارة وليس على المستوى الأكاديمي ،يعني الملخص أن عدم إمتلاك الشهادة الجامعية يقلل فرص العمل إلا أن الفرص لن تنعدم وبالنهاية الرزق بيد الله . فالسؤال بناءا على المعطيات هل يجوز لي البقاء في الجامعة أم لا ؟ أرجو الإجابة بالأدلة الشرعية واقوال أهل العلم جزاكم الله خيرا
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
إنه لأمر جميل ومثير للتقدير والاحترام حرص الانسان على دينه، والعمل على صيانته من كل من ينقصه أو يؤثر سلباً عليه، شريطة أن يوضع ذلك في إطاره الصحيح بعيدا عن الإفراط أو التفريط، إذ إن كلاهما غير مقبول في شريعتنا الغراء، وبناء على هذه المقدمة، فإن ترك الدراسة بناء على وجود الاختلاط في الجامعة ليس حلاً للمشكلة، بل إنه قد يؤثر سلبا على كل من يطرحه في ظرفنا الحالي مع وجود واقع يصعب الفكاك منه- وحبذا لو أمكن ذلك- ولكن يمكن للإنسان التعايش مع هذا الجو المختلط - مع الإقرار بصعوبته- من خلال الالتزام بغض البصر وعدم اللجوء إلى التعامل مع الجنس الآخر إلا في أضيق الحدود، ومع مراعاة الضوابط الشرعية، وله الأجر بقدر ما يعانيه من مشقة في ذلك. أما ترك الدراسة وتضييع سنوات منها، وتضييع جهد الأهل، وعدم الحصول على شهادة، فهذا أمر لا يطلبه الشرع ولا يحض عليه، طالما كان البديل متوافرا، رغم صعوبته، وإذا سلمنا جدلاً بجواز الانسحاب من الحياة الجامعية بسبب الاختلاط، فعلينا أن نتخذ ذات الموقف بالنسبة للعمل في الشركات والمؤسسات والمستشفيات وغيرها من مراكز العمل، التي لا تكاد تخلو أيضا من نساء عاملات فيها، وكثيرا ما تقتضي ضرورات العمل الاختلاط بهن والتعامل معهن، وكذلك في الاسواق، سواء في المحلات التجارية مع الباعة أو العاملين الذين قد يكونون من النساء أو من الزبائن، والذين تشكل النساء منهن كثرة كاثرة.
وخلاصة القول: إن الأقرب للصواب- والله تعالى أعلم- تقليل دواعي الاختلاط والانضباط الشرعي في العلاقة بين الجنسين، واحتساب الأجر عند الله عز وجل، وليس ترك الدراسة أو مغادرة العمل لأجل ذلك.
والله تعالى أعلم.