سؤال
رقم مرجعي: 358695 | العقيدة | 1 سبتمبر، 2022
ما حكم الذهاب إلى راق شرعي وما صفته؟
علمت ان هناك راقي يقرأ على الناس ثم يوضح علتهم ويذكر سبب العله بوضوح تام ثم علاج هذه العله( من حسد او عيد أو غيره) اريد الذهاب اليه ولكني أخشى أن يكون كاهن هل يمكن أن يكون هناك شخص صالح أتاه الله البصيره والعلم ليُرقي ويذكر اسباب هذه العله والعلاج؟؟ اما هذا من عمل الكهنة والعرافين؟؟! افيدوني جزاكم الله خيراً
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الذهاب إلى راق شرعي أمر مشروع، والراقي الشرعي يرقي بالقرآن والسنة النبوية، وقد يعرف الراقي علة المرقي من حسد أو عين أو غيره بعد إسماعه الرقية الشرعية، أما المشعوذ والكاهن فإن له وسائل غير مشروعة منها العلاج باستخدام الجن أو السؤال عن اسم الأم أو صورة المريض أو طلب شيء من أثره أو تراه يقرأ شيئا ثم يخفض صوته يتمتم بكلام غير مفهوم، فمثل هذا إتيانه محرم وتصديقه كفر بما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول سماحة الشيخ محمد أحمد حشسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينة جوابا عن سؤال عن الرقية الشرعية:
(( الرقى تقسم إلى قسمين، إحداهما منهي عنها؛ وهي التي فيها شرك أو توسل بغير الله أو ألفاظ مجهولة لا يعرف معناها، وثانيهما مشروعة، وهي التي تكون سليمة من ذلك، والنبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: « لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً» [ صحيح مسلم، كتاب السلام، باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك]، ويقول، صلى الله عليه وسلم: « من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه» [ صحيح مسلم، كتاب السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة]، وقد رَقى النبي، صلى الله عليه وسلم، ورُقي، فعن عائشة، رضي الله عنها: « أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده رجاء بركتها» [صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب فضل المعوذات].
أما بالنسبة إلى طلبك راقياً شرعياً، فلا يوجد لدينا في دار الإفتاء من يمارس الرقية الشرعية كمتخصص لذلك، ويمكن للمسلم أو المسلمة أن يرقي نفسه بنفسه، أو يرقي عياله، أو يطلب الرقية من أحد الصالحين، والأمر يتعلق بصلة بين العبد وربه، وعليك أن تتوكل على الله حق التوكل، وتعلم أن الشفاء بيد الله تعالى، وليس بيد فلان، فإن احتجت لراقٍ ليساعدك وينفعك فلا بأس بذلك إن التزم شرع الله، وابتعد عن الرقى المنهي عنها، والله تعالى أعلم.))
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل