ما حكم إعلان النعي بمكبرات الصوت عبر سماعات المساجد؟ وما حكم تقديم المطعومات والمشروبات في العزاء؟

إجابة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
أولاً:  فيما يتعلق بمسألة النعي عبر مكبرات الصوت

فقد فصل العلماء فيها على النحو الآتي:-
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة الى عدم جواز النعي (وهو الاخبار والاعلام عن موت الميت) برفع الصوت لأنه من فعل الجاهلية حيث كانوا يرسلون الى القبائل والأسواق والدور من يعلن موت الرجل وبصوت مرتفع يصحبه الصراخ والعويل فكان مشهوراً عند العرب إذا مات فيهم الشريف أو قتل بعثوا راكباً ينعاه بين القبائل والأسواق يذكر محامده ويمدحه بما ليس فيه.
وقد روى الترمذي وابن ماجة من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:
نهى عن النعي قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأدخل العلماء رفع الصوت بالمكبرات في باب الصراخ والعويل والنياحه والفخر والخيلاء لأنه يُستخدم لبعض الناس وليس لجميعهم.
قال الصنعاني: وعندي هذا المنهي عنه، ومنه النعي من أعلى المنارات كما يعرف في الامصار عند موت العظماء
-وأما إذا كان النعي بالاعلان عن موت الميت بالنداء ودون رفع الصوت بالمكبرات بهدف تكثير جماعة المصلين والمستغفرين فيجوز عند المذاهب الأربعة لما رواه البخاري عن أبي هريرة- رضي الله عنه -أن النبي -صلى الله عليه وسلم -نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم الى المصلى فصف بهم وكبر أربعاً، بل استحبه النووي في شرحه على الصحيح فقال: فيه استحباب الاعلام بالميت لا على صورة نعي الجاهلية بل مجرد الاعلام للصلاة عليه وتشييعه وقضاء حقه في ذلك.

ثانياً:    وأما فيما يتعلق بتقديم المطعومات والمشروبات في بيت العزاء فإنكان تقديم الطعام من الأقرباء أو الاصدقاء أو الجيران لأهل الميت فهو مستحب لقوله عليه الصلاة والسلام:" اصنعوا لآل جعفر الطعام فقد أتاهم ما يشغلهم".-
وأما إن كان تقديم الطعام والشراب من أهل الميت للمعزين بمناسبة الوفاة فهو غير جائز ومن البدع المستحدثة.
وكان السلف يعدون الاجتماع الى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة التي ورد النهي عنها، وسواء كان هذا يوم الموتأو يوم الخميس أو الأربعين والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحدث في أمرناهذا ما ليس منه فهو رد".