سؤال
رقم مرجعي: 467481 | قضايا الأسرة و الزواج | 13 ديسمبر، 2023
هل الزواج نصيب مكتوب؟
انا فتاة على خلق وعلم عمري 29 سنة، انهيت مرحلة الماجستير في الهندسة منذ 4 سنوات. كنت طيلة فترة دراستي متفرغة للدراسة ولا أرغب في الزواج أو أفكر في الموضوع. منذ ما يقارب السنة أصبحت اشعر انني بحاجة ملحة للزواج ومستعدة نفسيا لذلك وأصبح ذلك يؤثر على نفسيتي كثيرا ، استدعي الله دائما ان يرزقني الزوج الصالح. لكن تمر علي فترات أشعر بالاحباط، وتأتيني افكار بأنه الزواج نصيب ومكتوب، ويمكن أن يكون غير مكتوب لي الزواج فهل اضيع من طاقتي ووقتي في ذلك :(
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الزواج رزق من الله سبحانه قد يؤخره لخير الإنسان أو لابتلائه، وقد يكون خيرا من الزواج إذا ابتلي الإنسان بشريك حياة سيء أو لا يعين على طاعة الله سبحانه، وقد يعود تأخيره لسحر أو لعين، ويمكن قراءة بعض الأدعية والأذكار لحصوله نحو قراءة الفاتحة والمعوذتين وأذكار الصباح والمساء والرقية الشرعية، ويمكن قراءة سورة البقرة كل ثلاثة أيام مرة في البيت أو الاستماع لها بتدبر، والإكثار من الاستغفار والحوقلة والتصدق ولو بشيء يسير بنية حصول الفرج والتيسير، والدعاء بما يتيسر من كلمات الشخص وبلغته ومع إلحاح على المولى سبحانه.
لكن الزواج هل هو مكتوب من الله؟ فإن كنت تقصدين أنه معلوم لله فهذا لا شك فيه وهو جزء من إيماننا بقضاء الله وقدره أن الله يعلم بالأشياء قبل حصولها بل قبل أن يوجدنا بل قبل ذلك، ولكننا لا نعلم أقدارنا وما يصينا إلا بعد حصوله، وإن كنت تقصدين أن الله يجيرنا على ذلك فالصواب أن هناك أمورا جبرية مثل نوع دمائنا ولون بشرتنا ومقدار أعمارنا، وهناك أمورا اختيارية نحو الإيمان والهداية والضلال وغيرها، ومنها النكاح، وقد دل على ذلك قوله في الحديث الصحيح :عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، وجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) رواه البخاري ( 5090 ) ، ومسلم ( 1466 ) ، وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) (رواه الترمذي (1084) ، وابن ماجة (1967) وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .فهذه الأوامر الشرعية تؤكد أن لنا اختيارا في ذلك، ويمكنك المداومة على الأذكار والأدعية في صدر الفتوى والاستعانة بمن يزكيك على بعض الرجال من ذوي الأخلاق والدين لحصول المراد.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل