سؤال
رقم مرجعي: 475667 | مسائل متفرقة | 3 يناير، 2024
مقاطعة الأبناء للأب بسبب زواجه على أمهم
سؤالي يتعلق بأب تزوج على زوجته الأولى فواجه عداءً من بعض أولاده الشباب بتحريضٍ صريح من أمهم وتشجيع خفي من أختهم التي تكبرهم.. وحدث الطلاق بطلب من أمهم. وبقي الحال على ذلك 5 سنوات إلى أن توفيت الأم "رحمها الله"،. فازداد الأمر سوءاً، وظهر من الأولاد المجافاة والعقوق أكثر وأكثر.. مع أن الأب لم يقاطعهم .. وكان دائماً يتودد إليهم ويساعدهم في معيشتهم ودراستهم الجامعية، وبالذات مع إبنته الوحيدة التي كان يزورها في بيتها مع تحريضها لأخوتها وزوجها وأعمامها -دون المجاهرة بذلك- إلى أن وصل بها الحال أن تسب الأب، وتهينه بكلمات جارحة بذيئة .. وهنا قرر الأب تأديبها لعلها تتوب وترتدع عن عقوقها وعدائها.. فهل يجوز لهذا الأب مقاطعتها وعدم التواصل معها ولا زيارتها؟؟ خاصة وأن زوجها لا يكلمه ويخرج من البيت أثناء زيارتها، وكذلك هي لا تستقبل زوجة الأب.. وتبقى تنتظر داخل السيارة حتى انتهاء الزيارة. أرجو من فضيلتكم تقديم رأي الشرع في هذه المقاطعة التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تأديب الأبنة رحمة بها وإخراجها من حالة العقوق والنكران.
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
إن أشد ما يقع فيه كثير من الأبناء عقوق والديهم تحت مسوغات سخيفة وواهية، ما أنزل الله بها من سلطان، ومعلوم شرعا وعرفاً وعقلا أنه لا شيء يسوغ العقوق أبدا، حتى لو كان الشرك من الابوين أو أحدهما ومحاولة إجبار الابناء عليه! علماً بأن الشرك هو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى، فإذا كان الشرك غير مسوغ للعقوق فأي شيء آخر يسوغه؟!
أما مسألة العقوق بسبب زواج الاب على الام فشائعة جدا، وكثيرا ما تكون بتحريض من أم الاولاد- الزوجة الاولى- والاصل أن يقف الابناء موقفا محايدا، فهذه أمهم وهذا أبوهم الذي عانى وكافح وتكبد المشاق لأجلهم، وهي مسألة خاصة بين الأب والأم، والأصل أن لا يتدخلوا فيها إلا بخير، وليس بالانحياز لجانب دون الآخر.
كما أن التعدد ليس حراما أو منكرا اقترفه الأب، بل هو حق مشروع له مسوغاته، ولكل رجل أسبابه التي لا يجبر على كشفها أو الإفصاح عنها، بل هي خصوصية من خصوصياته، وحتى الأبناء ليس من حقهم معرفتها، وربما يكون في كشفها انتقاص من الأم أو إساءة لها! وكان أولى بالأم والأبناء معالجة الأمر بحكمة ورويّة، وتجنب الصدام مع الأب خاصة من قبل هذه الاخت التي أحسن إليها الأب، فقابلته بالمكر والصد والهجران، ومع ذلك نقترح على الأب أن يستمر بوصلها، فإن أصرت على القطيعة فليتركها ولا يهين نفسه أمامها، ولا بد أن تدفع يوما ما في الدنيا قبل الآخرة هي وإخوتها العاقون ثمن عقوقهم.