سؤال
رقم مرجعي: 479611 | العقيدة | 19 أكتوبر، 2021
معنى حديث (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهو مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ))
السلام عليكم تحية لإخواني بفلسطين الحبيبة والجريحة لو كنت قادرة على الجهاد لجاهدت معكم اليهود الخبثاء لعنهم الله ، وجزاكم ربي خيرا على ما تقدمونه من خير بهذا الموقع المبارك سؤالي هو عن الحديث النبوي الشريف الذي يقول فيه عليه الصلاة والسلام أن الله قد كتب كتابا هو عنده فوق العرش و كتب فيه على نفسه الرحمة ،الاشكالية لدي هي أننا نؤمن أنه سبحانه منفصل عن الخلق بائن عنهم وهذا مذهب أهل الحق أعني السنة والجماعة وهو في السماء أي من جهة العلو و هو فوق كل شيئ بما في ذلك العرش ، فلم أفهم اشكالية كون الكتاب فوق العرش خصوصا أن الله تعالى هو من فوق العرش و هذا يظهر لي أن الكتاب أيضا فوق العرش وهو مخلوق وكل الخلائق في الأسفل والله تعالى هو الأعلى فالمرجو منكم إزالة هذا اللبس أعلم أن المسألة غيبية و لا يجوز الخوض فيها لكني وددت أن أعرف المزيد عن ديني في هاته المسألة حتى لا يستشكل علي الأمر وجزاكم الله خيرا .
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
بداية نشكرك جزيلا على مشاعرك الطيبة تجاهنا فنحن أهلك وإخوانك في فلسطين وأهل وإخوان لجميع المسلمين نحبهم ويحبوننا ونسأل الله أن يكرمنا جميعا بتحرير بيت المقدس وسائر بلاد المسلمين المغتصبة من أيدي الظالمين.
أما بالنسبة لما تفضلت بذكره فهو حديث شريف ورد في الصحيحين، ولكن ليس المقصود به الفوقية المكانية كما فهمتها بل هي عبارة مكتوبة على العرش كما جاء في أحاديث أخرى( ان رحمتي سبقت غضبي) وهي تفسير لقوله تعالى ( كتب على نفسه الرحمة) ولعل اكثر ما يوضح معنى هذا الحديث
ما جاء في رواية البخاري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لَمَّا خلق الله الخلق كتب في كتابه، وهو يكتب على نفسه، وهو وضع عنده على العرش: إن رحمتي تغلب غضبي))...لا حظ كلمة ( وضع عنده على العرش) وفي رواية أخرى عند مسلم والبخاري " إنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهو مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ ".
أي الله فوق العرش وهذه العبارة عنده وكأنها الشعار الي يوضع على العرش والعنوان العريض الاساس عند الله سبحانه وتعالى في تعامله مع مخلوقاته. وليس المقصود بأنها شيء ما يعلو العرش فالله تعالى على العرش والكل دونه وسواه جل في علاه