سؤال
رقم مرجعي: 512871 | قضايا الأسرة و الزواج | 30 نوفمبر، 2025
التعامل الخشن من الخاطب لخطيبته
سلام. تقدم لخطبتي شاب وطلب من الأهل فترة للتعارف قبل إعلان الخطبة ، هو شاب هو شاب يشهد له بحسن الخلق والأخلاق لكن كان في معاملته لي فيها جفاء وقسوة وتجريح في ألفاظه ، كنت أنوي أن أكمل معه العلاقة لأنه ملتزم وشاب يشهد له الناس بصالحه وقلت في نفسي أنه لا يعلم كيف يعامل الانثى وبالوقت سيعرف أن اسلوبه ليس لطيف خاصةً انني طلبت منه التغير وقال سيحول خاصةً أنه لم يكن وعي بأثر كلامه ولم يتعامل مع أنثى أو يتعرف من قبل وأن طبيعة عمله جعلته انسان قاسي بمرور الوقت، لكن ابي لم تعجبه معاملته لي ولم يشجعني على القبول به ونصحني برفضه وترك القرار الأخير لي وأن اختار ما يريحني وأحب، الحيرة كانت هل أعطي للشاب فرصة أم استمع لرأي ابي، صليت استخارة وانهيت علاقتي بالشاب ، بعد مدة سمعت أنه كان يعاني من أزمة كبيرة في فترة تعرفي عليه جعله أنه لم يكن في أحسن صورة وأن ذلك لم يكن طبعه وكان مرهق نفسياً ، وجميع من يعرفه يلومني على تركه وانه من أصلح الشباب وأن ذلك لم يكن طبعه وكان مرهق نفسياً ، هل كان قراري خاطئ، هل يمكن أن تكون صلاة الاستخارة لم تؤدى بخشوع تام أو فيها عيب.
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
ربما كان من المناسب أن تبيني كم المدة التي بقيت فيها علاقة الخطوبة قائمة بينكما فهذا يساعد اكثر في دقة الإجابة، فإذا كانت المدة قصيرة أياماً لا تتعدى أسبوعاً أو اثنين فالاجابة تكون بانه كان من الأولى إعطاؤه فرصة أكبر لعله يحسن من طريقة تعامله أو يراجع نفسه أو أن الأزمة التي كان يمر بها كما أسلفتِ ما زالت قائمة ولم تنته، وهنا يصح أن يقال بأنك ووالدك تسرعتما في إنهاء العلاقة، أما إذا طال الأمر وامتد لأسابيع أو شهور فهنا يجدر القول بأنه قد أخذ فرصة كافية لمعالجة أموره وكان عليه أن يبادر إلى تصحيح سلوكه وطريقة تعامله، حتى لو فرضنا جدلاً بأن أموره وأحواله ليست على ما يرام، فهذا لا يبرر سوء المعاملة ولا الجفوة وعدم الاحترام لمن حوله خاصة أننا نتحدث عن إنسانة ستكون زوجته وشريكة حياته، ومعلوم أن علاقة الزوجين ينبغي أن تقوم على المودة والرحمة واللين والتسامح وليس العكس، وما من أحد إلا ويمر بظروف صعبة بل وقاسية أحياناً ويتأثر نفسيا وماديا بذلك، ولكن هذا لا يحمله على جفوة الناس والإساءة إليهم عبر إهانتهم وجرح مشاعرهم، فإذا كان هذا حاله في فترة الخطوبة، فكيف سيكون الحال بعد الزواج ومعلوم أن الزواج تمر خلاله الكثير من المصاعب والمشاكل والتحديات. فإن كان الأمر كذلك فقد كان قرار والدك وقرارك في الاتجاه الصحيح. ورسولنا الكريم عندما نبه الأهل إلى شروط قبول الزوج قال : (إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلُقه فزوّجوه....)، فلم يكتف بالدين فقط - على أهميته- بل أتبعه بالخلق، لأنّ دينه لنفسه وأخلاقه مع الناس، والخُلق ليس فقط عدم ممارسة المنكرات بل يشمل كل خُلق حسن وفي مقدمته حسن التعامل مع الناس.
