ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 534249 | العلاقة مع غير المسلمين | 2 أكتوبر، 2018

حكم العمل في المستوطنات

حكم العمل في مستوطنة، وطبيعة العمل في المصنع تصميم صناديق وخزانات للسيارات على الكمبيوتر وبراتب ممتاز. بارك الله فيكم

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فبالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن العمل في المستوطنات فيه تعاون على الإثم والعدوان وخيانة لله ورسوله، وذلك لأنه يسهم في خدمة المشروع الاستيطاني وتثبيت المحتل والمستعمر على الأرض الفلسطينية، فهو بلا شك حرام شرعا، وقد سئل سماحة الشيخ محمد أحمد حسين عن شاب من قضاء حيفا، يعمل في الهندسة والمساحة في شركة تقوم بفتح شوارع وجسور في إسرائيل وتدشينها، ومؤخراً انتقلنت للعمل في المستوطنات، فما حكم العمل فيها؟  فجاء جوابه كالآتي:(( إن العمل في فتح شوارع وجسور في المستوطنات وبنائها، فهو يخدم أهم ركائز المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين، ويعدّ من أولويات عمل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة؛ لأن إنشاء المستوطنات وجذب مزيد من المستوطنين إليها يؤسسان لعملية السيطرة على الأرض الفلسطينية، والإخلال الديموغرافي فيها بعد طرد العرب الفلسطينيين إلى خارج وطنهم، وفي هذا السياق تشير الدراسات المختلفة إلى تزامن واضح بين الزحف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وامتلاكها، عبر القوة، وإقامة المستوطنات الإسرائيلية عليها، وعليه فإن الواجب الشرعي يملي علينا مقاطعة العمل فيها، والامتناع عن بيع البضائع لها أو الشراء من منتوجاتها وزراعتها؛ لأن في ذلك تمكيناً للغاصب المحتل من أرضنا، والله تعالى يقول: "﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].

فينبغي تضافر الجهود الرسمية والشعبية لتطبيق هذا الحكم الشرعي، ومن يخالفه يعد من المتعاونين على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27]، ونوجه السائل إلى البحث عن بديل عن هذا العمل، فمن ترك شيئاً لله، عوضه الله خيراً منه)). 

 

والله تعالى أعلم.

 

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة