سؤال
رقم مرجعي: 541571 | الصلاة | 1 أكتوبر، 2019
حكم قيام الليل جماعة كصلاة التراويح في العشر الاولى من ذي الحجة
حكم قيام الليل جماعة كصلاة التراويح في العشر الاولى من ذي الحجة ؟ ولماذا ينكر البعض على فاعل هذا الأمر ولا ينكر على الصائم وكلا العملين من الأعمال الصالحة المستحبة في هذه الايام ؟
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن صلاة القيام جماعة في المسجد في غير رمضان - سواء في عشر ذي الحجة الأولى او غيرها - لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلفت أقوال العلماء في ذلك، فذهب بعضهم إلى القول إن كل ما لا تُسَنُّ فيه الجماعة -لمواظبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله فرادى- يجوز فعله جماعة بلا كراهة؛ لاقتداء ابن عباس رضي الله عنهما بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في التهجد في بيت خالته أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها. متفق عليه. وكذلك صلى خلفه صلى الله عليه وآله وسلم ابن مسعود رضي الله عنه وغيره قيام الليل، والمعلوم أنه لا تُسَنُّ فيه الجماعة إلا في رمضان ولكنها جائزة كما سبق. وقد روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاء كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا وَرَاكِبًا» وكان عبد الله رضي الله عنه يفعله.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: "وفي هذا الحديث على اختلاف طرقه دلالةٌ على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك" اهـ. وكل ذلك جائز مالم بقال بوجوبه وإلزام الناس به، فيكون عند ذلك القائل ومعتقد الوجوب مبتدعا،
وقال آخرون إن قيام هذه الليالي جماعة بصورة راتبة تشبه اجتماع الناس لصلاة التراويح مما لا يشرع، والذي ينبغي أن يقوم كل واحد لنفسه، وإن حصل الاجتماع في بعض الأحيان من غير اتخاذ ذلك سنة راتبة فلا بأس، وقال بعض أهل العلم لا يجوز القيام جماعة في المسجد مطلقا إلا في البيت كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم.
و الأمر فيه سعة كما هو واضح من أقوال العلماء، لكن الأقرب إلى الهدي النبوي ترك القيام جماعة في المسجد، خاصة لمن خصص أياما أو خص ليلة الجمعة لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي..." رواه مسلم من حديث أبي هريرة، والحديث فيه النهي عن تخصيص ليلة الجمعة بالقيام ومثلها غيرها كما قال الحموي في غمز عيون البصائر وإذا نهي عن هذه الليلة فغيرها بالمنع أولى... انتهى. والله أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل