سؤال
رقم مرجعي: 576903 | الأيمان والنذور | 6 نوفمبر، 2019
ندرت اذا قبلت في منحة لدراسة الطب في الخارج أن أحفظ كتاب الله كاملاً، ولكنني قبلت في تخصص آخر ولم أسافر فهل علي شيئ؟
كنت قد ندرت ان اذا قبلت في احد المنح لدراسه الطب في الخارج ان احفظ كتاب الله تعالى كاملا قبلت ولكن في تخصص اخر فلم اسافر ودرت هنا هل علي شيئ؟؟؟
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن النذر المعلق على شرط مكروه؛ لما فيه من الاشتراط على الله، وقد ورد النهي عنه، وقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة في النهي النذر وبيان كراهته عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تَنْذروا ، فإن النذر لا يغني من القدر شيئا ، وإنما يستخرج به من البخيل " رواه مسلم برقم 3096 . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن النذر ويقول : " إنه لا يرد شيئا ، وإنما يستخرج به من الشحيح " رواه البخاري ومسلم . لكن إن حصل الشرط وجب الوفاء به، إذا كان طاعة لله تعالى وليس نذر معصية،
والنَّذْر: أن توجب على نفسك ما ليس بواجب لحدوث أمر ، قال تعالى : ((إني نذرت للرحمن صوما)) مريم : 26 .ا.هـ. فالنذر هو إيجاب المكلف على نفسه شيئا لم يكن عليه ، سواء كان منجّزا أو معلقا . وقد جاء ذكر النذر في كتاب الله في مقام المدح، قال تعالى عن عباده المؤمنين: ((إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا . عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا . يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)) فجعل - تبارك وتعالى - خوفهم من أهوال يوم القيامة ووفاءهم بنذورهم من أسباب نجاتهم ودخولهم الجنة .
والوفاء بالنذر المشروع واجب، لقوله تعالى: ((ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم)) الحج : 29. قال الإمام الشوكاني: والأمر للوجوب.
قال سماحة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين حفظه الله: ((الأصل بالمسلم أن يفي بالنذر إلا أن يكون في معصية أو لا يستطيع الوفاء به أو يشق عليه، عندها يلجأ إلى الكفارة، لقَول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ» [ صحيح مسلم، كتاب النذور، باب فِى كَفَّارَةِ النَّذْر]ِ، وكفارة اليمين تكون بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم يستطع فعليه صيام ثلاثة أيام، وقد جاء في قرار مجلس الإفتاء الأعلى رقم 3/57: " فإن كان النذر في عمل حلال فيلزم الوفاء به"، لذلك يلزم الوفاء به إلا إن تعذر للأسباب المذكورة.))
وتبقى فضيلة حفظ القرآن قائمة على كل من يستطيع ذلك، وبما أنك لم تدرس التخصص المذكور في نذرك ولم تحصل على منحة فلا شيء عليك، لكن لا تعد للنذر المعلق.
والله تعالى أعلم
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل