سؤال
رقم مرجعي: 592347 | قضايا طبية معاصرة | 19 أكتوبر، 2025
حكم استخراج المني من الرجل بعد وفاته وزراعته في رحم زوجته
هل يجوز استخراج سائل المنوي لرجل مات وزراعته في رحم امرأته .. علما أن الطب يقول أن الحيوانات المنوية تبقى حية لأيام ويمكن استخراجها وحفظها وحمايتها ... هل يجوز وخاصة لمن لم ينجب أو متزوج جديد
إجابة
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فالأصل أن العلاقة الزوجية في الإسلام تنتهي بموت أحد الزوجين، لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا﴾ [البقرة: 234]. فبالموت تنتهي أحكام الزوجية، ولا يحل بعد ذلك شيء من آثارها الخاصة كالمعاشرة أو الإنجاب.
وعليه فإن استخراج السائل المنوي من الرجل بعد وفاته، أو استخدامه لتلقيح زوجته بعد موته، لا يجوز شرعًا، سواء أكان ذلك مباشرة بعد الوفاة أو بعد مدة من الزمن، وسواء أكانت الزوجة قد أنجبت منه أو لم تنجب، لأن التلقيح في هذه الحالة يتم في غير إطار زوجية قائمة. كما أن في ذلك مساسًا بحرمة الميت، وفتحًا لباب اضطراب الأنساب والميراث، وهو مما جاءت الشريعة بسده وصيانته.
وقد صدر عن مجمع الفقه الإسلامي الدولي (جدة) في دورته الثالثة سنة 1986م القرار التالي:
«إذا تم التلقيح بين بويضة الزوجة وماء زوجها، ثم توفي أحد الزوجين قبل إتمام عملية الزرع، وجب عدم استعمال النطفة أو البويضة المخصبة بعد الوفاة، ويُمنع الاحتفاظ بها، ويجب إتلافها شرعًا؛ لأن العلاقة الزوجية قد انقطعت بالموت»
كما نص القرار على أن:
«كل تلقيح يتم خارج إطار الزوجية القائمة فعلاً، هو محرم شرعًا ولا يترتب عليه نسب صحيح»
وبناء على ذلك قإنه لا يجوز شرعًا استخراج المني من الرجل بعد موته ولا تلقيح زوجته به، ولو كان ذلك لأجل الإنجاب أو استمرار النسل، لأن الزواج قد انتهى، ولأن الإنجاب لا يكون إلا في ظل عقدٍ شرعي قائم.
والله تعالى أعلم