سؤال
رقم مرجعي: 594313 | الأيمان والنذور | 14 إبريل، 2019
إذا احد حلف يمينا وهو منفعل ، هل يقع اليمين أم لا ؟
اذا احد حلف يمين وهو منفعل ، هل يقع اليمين ام لا ؟؟!
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الغضب أو الانفعال ينقسم إلى عدة أقسام؛ فمنه الغضب الشديد الذي يزيل العقل والشعور، ويذهب معه التحكم بأقوال الإنسان وأفعاله فينغلق عليه قصده وإرادته، ومنه ما لا يمنع صاحبه من تصور أقواله ومقاصده، ومنه الشديد الذي لا يزيل العقل ولكنه يمنع صاحبه من كمال التحكم، وقد يرافق ذلك علامات وقرائن تدل عليه، فهذا ما ورد في قرار مجلس الإفتاء الأعلى رقم 3/71 . و أما حكم اليمين في الغضب فإن كان الانفعال وضع صاحبه في الحالة الأولى فلا يقع يمينه ولا يترتب عليه كفارة، لكن عليه الندم والتوبة على غضبه وانفعاله خاصة إذا كان من أجل الدنيا، وإن كان في الحالتين الأخريين فيقع يمينه ويترتب عليه الالتزام به؛ لقوله تعالى: (( وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ )) ( سورة المائدة:89) و إن وجد الخير في الحنث به حنث وأخرج كفارة، لقوله صلى الله عليه وسلم : (إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ عَلَى الْيَمِينِ فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا فَلْيُكَفِّرْهَا وَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ) [صحيح مسلم ، كتاب الأيمان، باب ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها]. و الكفارة هي ما ورد في قوله تعالى: (( لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) )) ( سورة المائدة:89). والله أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل