سؤال
رقم مرجعي: 594846 | قضايا الأسرة و الزواج | 14 إبريل، 2023
مقاطعة الزوجة لأم زوجها والزوج لأم زوجته
انا وام وزوجي ( حماتي ) بيننا مشاكل كثيرة جدا وقررت عدم التواصل معها مطلقا باي وسيلة لا زيارات منزلية ولا تواصل هاتفي من اول شهر رمضان لهذا العام وبشكل ابدي لكن زوجي متضرر من هذه القطيعة فقرر مبادلتي نفس القطيعة لامي. لكني لا امنع زوجي واولادي من زيارتهم لامه وهو ايضا لا يمنعني من زيارتي لامى. وما زال يصر على ان اقوم بالتواصل مع والدته ولو هاتفيا فقط حتي يصل رحمه من خلالي ويريد ان يصل والدتي ايضا بحجة ان ذلك من عقوق الوالدين ومن الكبائر وهو يخشى بشده ان يعود ذلك بالضرر علينا جميعا فتنهدم حياتنا الاسرية لكني ارفض بشده ومصرة على رفضي لهذا التواصل معها. فهل على اثم كزوجة اذا اصررت على هذه القطيعة ؟ واذا حكمت فضيلتكم بان علي اثم بسبب هذه القطيعه فهل هناك كفارة بشكل مستمر يمكنني ان اقوم بها نظير استمراري في مقاطعتها لاننى لا اريد التواصل حتي ان كان علي اثم ؟
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
عجيب أمرك! لا تريدين التواصل مع حماتك حتى لو كان عليك إثم؟! هل تعرفين معنى هذه العبارة ؟ الاثم يستوجب عقاب الله إن لم يتب منه مرتكبه، فهل هذا يعني أنك لا تبالين بعقاب الله وعذابه ومستمرة في الذنب! ولا يخطرنّ ببالك أن الامر صغير فلا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار.
إن كان الامر بينك وبين والدة زوجك كما تصفين، فلا أقل من بقاء العلاقة السطحية العادية ألا وهي تبادل التحية والحد الأدنى من المشاركة المعتادة بينكما، أما القطيعة التامة فلا تجوز، بسبب ما يترتب عليها من آثار. وها هي الانعكاسات السلبية لتصرفك بدأت بالظهور بقطيعة بين زوجك وأهلك ثم يتبع ذلك زيادة النفور بينكم بسبب الجفاء والقطيعة، وهو ما سيقود حتما إلى الطلاق، وأن يقع أطفالكم ضحية هذا الموقف السيء بجيث لا يعلمون أين يذهبون إلى بيت أهلك، فيغضب زوجك، أم إلى بيت أهل زوجك فتغضبين ويغضب أهلك، ومشاكل أخرى يطول الحديث عنها.
الحل هو العودة إلى الحد الأدنى من العلاقة وعدم التدخل منك أو منها في شؤون الاخرى، واختصار الخلافات وتقليل الاحتكاك قدر الامكان. لأن ما يجري الآن قطيعة لا تُحمد عقباها، وفيها ضرر على كل الأطراف. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القطيعة بين المسلم والمسلم، فكيف إذا كانت قطيعة في علاقة يُفترض أن تكون وثيقة بين الزوجة وأم زوجها؟ّ! عن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، متفق عليه.