سؤال
رقم مرجعي: 599644 | قضايا الأسرة و الزواج | 21 سبتمبر، 2022
انا شاب سوري عمري 26 سنة مقيم في تركيا متزوج منذ سنة ليس لدي أولاد احمل الجنسية التركية خريج من جامعة تركية كلية العلوم الصحية قسم التمريض اعمل كمترجم للغة العربية و التركية في مستشفى و لدي دخل محدود و...
انا شاب سوري عمري 26 سنة مقيم في تركيا متزوج منذ سنة ليس لدي أولاد احمل الجنسية التركية خريج من جامعة تركية كلية العلوم الصحية قسم التمريض اعمل كمترجم للغة العربية و التركية في مستشفى و لدي دخل محدود و لكن ، بسبب سوء الاحوال و التضيق و العنصرية المطبقة على السوريين في تركيا افكر في السفر إلى اوروبا للدراسة و الحصول على الجنسية الاوروبية (هل الحصول على جنسية البلد غير المسلم حلال ام حرام ) مع العلم بأني سأترك زوجتي في تركيا لفترة زمنية ادناها سنة و اطولها 3 سنوات (هل هناك في الشريعة ما يخالف ترك الزوجة لهذه المدة ) مع العلم اني سأرسل لها نفقتها في هذه المدة ريثما استطيع لم شملها في اوروبا فما رأيكم و توصيتكم الكريمة في هذا المجال و جزاكم الله عنا و عن المسلمين خير الجزاء.
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
بداية ندعو الله بالفرج العاجل لكم ولنا ولكل المظلومين في عموم الارض ونواحيها.
بالنسبة لسؤالك الكريم وهجرتك بحثا عن جنسية وحياة كريمة فهذا أصبح مع الاسف الشديد من باب الاضطرار عند الكثيرين من أبناء المسلمين مع اتساع دائرة القتل والظلم والتهجير في عموم بلاد المسلمين، وعليه لا حرج في اكتساب جنسية أخرى، طالما كان في ذلك تسهيل لحياة الانسان المسلم وليست مقابل تخليه عن دينه ومبادئه وقيمه سواء أكان هذا المقابل بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ( وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً) النساء: 100
أما عن ترك زوجتك مع إرسال نفقتها لها، فهذا أمر جيد ولكنه ليس كافيا، فالزوجة ليست بحاجة إلى المال فحسب بل إن في الحياة الزوجية أمورا لا تقل أهمية عن المال بل ربما تزيد كالحاجة إلى الحماية والشعور بالسكن والأمن والحاجة الانسانية للعلاقة الخاصة بين الزوجين، خاصة أن تحديد مدة الحصول على الجنسية ليست بيد الباحث عنها بل بيد الدولة المانحة لها وقد تطول سنوات وسنوات، وهذا يؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها ليس أقلها نفاد الصبر وتصاعد المشاكل وربما الانفصال.
لكل ما سبق ذكره، ننصح بالتروي والبحث عن فرص عمل كريمة تكون مع البقاء إلى جانب الزوجة، وإن لم يمكن ذلك فتقليل مدة الغربة عن الزوجة إلى الحد الادنى قدر المستطاع، لأن مدة سنة من الغياب طويلة بالنسبة للزوجة فما بالك ب3 سنوات؟! مع تقديرنا لصعوبة الحال وقسوة الظروف، ولكن الحق أحق أن يتبع والحفاظ على النفس والعرض من مقاصد الشريعة المحاطة ببالغ العناية والرعاية.