سؤال
رقم مرجعي: 599714 | قضايا طبية معاصرة | 13 ديسمبر، 2024
التحكم في جنس الجنين
السلام عليكم ورحمة الله بركاته سؤالي هو هل يجوز ان نقوم بتحديد الجنس بعد التوكل على الله وبمبدأ الأخد بالأسباب لكوننا لدينا فتاتين الحمدلله ونرغب بانجاب" الذكور "أشقاء لهن لعدم وجود اخوال او أعمام او اخوه لهن كون الأب والأم ليس لهم أشقاء ذكور؟
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يخلق الحمل في الأرحام كيف يشاء. واختلف الفقهاء المعاصرون في حكم تدخل البشر في تحديد جنس الجنين ابتداءً دون سبب، والصحيح جواز ذلك ضمن ضوابط معينة، وهي:
1. أن لا تكون عملية تحديد جنس الجنين قانونًا ملزمًا، وسياسة عامة.
2. قَصْرُ عملية تحديد جنس الجنين بما دعت إليه الحاجة، مثل الرغبة في ولد ذكر في حالة تعدد البنات.
3. اتخاذ الضمانات اللازمة والتدابير الصارمة لمنع أي احتمال لاختلاط النطف المفضي إلى اختلاط الأنساب، والمراقبة الدائمة من الجهات ذات العلاقة لنسب المواليد، وملاحظة الاختلال فيها، واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لمنعه وتوقيه.
4. التأكيد على حفظ العورات وصيانتها من الهتك، وذلك من خلال قصر الكشف على موضع الحاجة قدرًا وزمانًا، وأن يكون من الموافق في الجنس درءاً للفتنة، ومنعًا لأسبابها.
5. أن يكون تحديد جنس الجنين بتراضي الزوجين: الأب والأم؛ لأن لكل واحد منهما حقًا في الولد، فإن اختلفا، فالأصل بقاء الأمر على حاله دون تدخل في التحديد، درءاً لمفسدة الشقاق.
6. اعتقاد أن هذه الوسائل ما هي إلا أسباب وذرائع؛ لإدراك المطلوب، لا تستقل بالفعل ولا تخرج عن تقدير الله وإذنه، فلله الأمر كله. قال تعالى: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير﴾ [الشورى: 49-50]
وعليه؛ فإن سؤالك المذكور جوابه الجواز عند توافر هذه الضوابط . والله أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل