سؤال
رقم مرجعي: 612653 | قضايا طبية معاصرة | 10 إبريل، 2019
ما حكم سد الفراغ الواقع بين الأسنان الأمامية؟
السلام عليكم.. لدي اسناني الامامية فلجاء (يوجد فرق بين الاسنان الامامية) ولدي رغبة بسد هذا الفراغ.. ولكني واقعة في حيرة من أمري بسبب الحلال والحرام، أخاف أن ما أفكر به، به معصية وتغيير بخلق الله والعياذ بالله.. فانا لا اقصد بهذا التغيير التجميل، ولكن اريد اصلاح ذلك الفراغ.. فسؤالي هو: هل سد الفراغ بين الاسنان الامامية جائز.. ام حرام؟ آسفة على الإطالة..
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن التعديلات الحاصلة على الأسنان لا تخلو من حالتين.
الحالة الأولى: تجميلية للتزيين وطلب الأحلى والزينة والحسن والجمال، فهذا يدخل في الحرام؛ لأنه من تغيير خلق الله.
الثانية: تعديل على الأسنان التي تعرضت لحادث أو لعبث صاحبها بها في وقت خروجها فأفسد هيئتها أو نحو ذلك فصار الفراغ بينها كبيرا ويسبب حرجا نفسيا غير محتمل لصاحبها أو يجعلها تؤثر في سلامة الكلام أو مضغ الطعام فهذا يجوز علاجه.
وقد سئل سماحة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد أحمد حسين حفظه الله عن حكم تبيض الأسنان، أو تركيب مادة فوق السن لترتيب شكل الأسنان حسب الطول والحجم؟ فأجاب: ((أما بالنسبة إلى تبيض الأسنان بهدف تلميعها إن كانت باهتة أو مصفرة أو داكنة، فالأصل جواز ذلك إذا لم يترتب عليه ضرر، ولم تستخدم مواد محرمة أو نجسة، أما بالنسبة إلى عمليات التجميل التي تهدف إلى إجراء تعديل غير اضطراري على شكل الأسنان، أو حجمها فيندرج ذلك تحت مسمى تغيير خلق الله تعالى، المنهي عنه، والذي يُعد من عمل الشيطان، قال تعالى: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَام وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ [النساء: 119]، كما أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعن من تطلب الحسن والجمال بتغيير خلق الله، فعن عبد الله، رضي الله عنه، قال: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ» [صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب المتفلجات للحسن]، وعن الطبري، أنه قال: "لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة أو نقصٍ؛ لالتماس الحُسْن، لا للزوج ولا لغيره، ويستثنى من ذلك ما يحصل به الضرر والأذيّة، كمَنْ يكون لها سنّ زائدة، أو طويلة تُعيقها في الأكل، أو إصبع زائدة تؤذيها أو تؤلمها فيجوز ذلك" [فتح الباري: 10/377]، والله تعالى أعلم.))
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل