سؤال
رقم مرجعي: 628798 | قضايا الأسرة و الزواج | 15 يونيو، 2020
أنا فتاة عندما ولدت تركتني امي بعد طلاقها عند والدي و تزوجت في مدينة بعيدة و عشت مع جدتي و عمتي عانيت المر طفولتني كانت كارثة خاصة بعد زواج عمتي و مغادرتها فهي الوحيدة التي كانت تعطف عليا , والدي...
فأنا فتاة عندما ولدت تركتني امي بعد طلاقها عند والدي و تزوجت في مدينة بعيدة و عشت مع جدتي و عمتي عانيت المر طفولتني كانت كارثة خاصة بعد زواج عمتي و مغادرتها فهي الوحيدة التي كانت تعطف عليا , والدي رجل سكير كان يعذبني بالحرق و لا زالت النذوب بارزة و اظنه كان يتحرش بي لكنني لا اتذكر التفاصيل لصغر سني وكان يقول للناس انني خادمة و مرة يقول انني ابنت عاهرة و اعتذر لكم على هذه الكلمة و يسبني باقدح لاوصاف وو الكلمات و كان دائما يأمرني بمغادرة البيت و كم مرة بت خارج البيت امام الباب في ليالي الباردة و انا عمري 11 سنة لم يكن يصرف علي اطلاقا كنت ارتدي زيا واحدا باليا طوال السنة و اذهب بنعال بلاستيكي للمدرسة بالرغم من انه ميسور و له مقاولة تدر عليه الربح الكثير لكن امواله كانت تذهب في الخمر و النساء , اليوم كبرت وو تزوجت و الحمد لله اكرمني لله بزوج بالرغم من انه يكبرني ب 30 سنة الا انه يحسن الي و يكرمني و بالرغم من تحسن حالي لا زلت اعاني نفسيا و اعاني من الثاثاة و لا استطيع ان اذهب للسوق او الاعتماد على نفسي من شر ما لقيته من والدي و اهانته لي الدائمة . سؤالي الان هل انا أثم لما في قلبي من كره و بغض له انا لا اكره احد بقدر ما اكرهه هو و لن اكره و هل يجب علي زيارته و التعامل معه بحب بالرغم من انني لا استطيع ابدا لا قلبي و لا حركاتي و لا لساني يطاوعني ؟ انا اشعر ان اكبر احسان اقدمه له هو ان اهجره و لا اعود اليه و لا انتقم منه جراء ما فعل لي مع قدرتي على لانتقام منه و لماذا يامرنا الله بطاعة الوالدين بالرغم من ان بعضهم يسؤون لابنائهم هل فقط لانهم اتو بنا لهذه الحياة ؟ لماذا يامرنا بطاعة الوالدين ما الحكمة من ذلك ؟
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
لا شك أنّ ما جاء في سؤالك من وقائع وأحداث مؤلم جدا، والشرع الحكيم لا يطلب ممن ظُلم أن يحب ظالمه بغض النظر عن درجة القرابة، فهذا كثيرا ما يكون فوق قدرة البشر، والله سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولعله من الصعب جداً أن يتجاوز الانسان ما مرّ به خاصة إذا كان الثمن الذي دفعه باهظا وكان ظلماً ودون وجه حق كما في الحالة التي شرحتِ.
لكن يبقى هناك فارق بالنسبة للوالدين أنهما سبب مجيء الأنسان إلى الدنيا- بأمر الله- ولولاهما- بعد الله- لما كان. ولذلك فقد أمر الله سبحانه بالبر بهما حتى لو كان أحدهما أو كلاهما من عتاة الكفار والمشركين ويحاولان إجبار ابنهما على الكفر!! أرأيتٍ كم من الكفر والفجور بلغا؟ لكن كل هذا لم يمنع من مطالبة الابن/ البنت بالاحسان لهما -خاصة عند الكبَر- وهنا الله تعالى لم يطالب الابن المؤمن أن يحب والديه الكافرين ولكن طالبه بأن يكون باراً بهما، فقد فرّق سبحانه بين الحب وبين الطاعة، وبين الجانب الديني والانساني، ففي الدين لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أما في الانسانية فهم والداه ومن المحرم بل ومن العيب أن يمد والد أو والدة يده للناس في كبره، أو أن يكون ذليلا مهاناً وأبناؤه على قيد الحياة ينظرون إليه ولا يتحركون لإنقاذه، مهما كانت شدته وقسوته، فهو الآن- وقت الكبر- في موقف الحاجة ولا يصح ان نضعه في موقف المحاسبة! أما تقصيره وظلمه وتجبره فالله سيحاسبه على مثقال كل ذرة من عمله ولن يفلته إذا لم تغفري له، ومهما عاقبتِه فإنه لن يكون إلى جانب عقاب الله شيئا!
بقي ان نقول: هب انك قاطعته أو عادتهِ أو لم تتعرفي عليه...الخ، ماذا يفيدك الآن، وماذا يرجع مما مضى؟! فقط سيؤلم والدك، وما عساك تستفيدين من ألمه؟!وهو في حال قد يكون فيها عاجزا عن فعل شيء؟!
الحل يكمن في التعالي عما فات - رغم شدته على النفس وألمه- وهنا يقع الأجر ويكون على قدر المشقة، ومن ثم احتساب الأمر لله، واجعلي كل كلمة تقولينها أو تصرف طيب تقدمينه ليس له ولكن لله! وانتظري المقابل في الدنيا والاخرة من رب عظيم اسمه الكري