سؤال
رقم مرجعي: 663120 | الأيمان والنذور | 21 إبريل، 2019
ما حكم تركيب تقويم الاسنان
ما هو حكم تركيب تقويم الاسنان
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الجراحة التجميلية للأسنان؛ ومنها عمليات تقويمها لا تخلو من أن تكون لزيادة الجمال والحسن فهذا أمر محرم، وقد عده العلماء من تغيير خلق الله الذي حذر الله منه ووصفه بأنه من تزيين الشيطان وأمره، وإما أن تكون لعلاج فساد طرأ نتيجة حادث أو إصابة أو خلقة جعلتها بارزة بشكل غير مألوف أو جعلت منها مثارا للسخرية والاستهزاء وإلحاق الحرج والأذى النفسي بصاحبها، فمثل هذه التعديلات جائزة شرعا، يقول سماحة الشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية في جواب سؤال حول حكم تبيض الأسنان، أو تركيب مادة فوق السن لترتيب شكل الأسنان حسب الطول والحجم: (( أما بالنسبة إلى تبيض الأسنان بهدف تلميعها إن كانت باهتة أو مصفرة أو داكنة، فالأصل جواز ذلك إذا لم يترتب عليه ضرر، ولم تستخدم مواد محرمة أو نجسة، أما بالنسبة إلى عمليات التجميل التي تهدف إلى إجراء تعديل غير اضطراري على شكل الأسنان، أو حجمها فيندرج ذلك تحت مسمى تغيير خلق الله تعالى، المنهي عنه، والذي يُعد من عمل الشيطان، قال تعالى: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَام وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ [النساء: 119]، كما أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعن من تطلب الحسن والجمال بتغيير خلق الله، فعن عبد الله، رضي الله عنه، قال: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ» [صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب المتفلجات للحسن]، وعن الطبري، أنه قال: "لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة أو نقصٍ؛ للتماس الحُسْن لا للزوج ولا لغيره، ويستثنى من ذلك ما يحصل به الضرر والأذيّة، كمَنْ يكون لها سنّ زائدة، أو طويلة تُعيقها في الأكل، أو إصبع زائدة تؤذيها أو تؤلمها فيجوز ذلك" [فتح الباري: 10/377]، والله تعالى أعلم.))
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل