سؤال
رقم مرجعي: 702133 | قضايا الأسرة و الزواج | 28 نوفمبر، 2024
علاقة الأبناء بأبيهم المنفصل عن أمهم
عندما كنت في الخامسة من عمري امي وابي انفصلا وعشت انا مع امي في بيت جدي وجدتي وطول هذه الفترة لم تنطق امي بلفظ سئ عن ابي وعن اعماله بل كانت اذا رايناه صدفه في الشارع تُأشرلي عليه حتى اعرفه وعندما اصبحت في العاشرة تقريبا حدث موقف او صدفة ورجعت عائلة ابي في السؤال عني مرة اخري وتبادلنا الزيارات لزيادة الود واثناء هذا بدا الكلام بين امي وابي مرة اخري فوجدت امي في ابي صلاح الحال الظاهر وانه يمكن انا يكون عاد الي رشده بعدما كبر فا تحدثا واتفقا علي الزواج مرة اخري تحت مسمي لاجل مستقبل ابنتنا في بداية الامر انا لن اكن استطيع التعامل معه كما يجب لاني عشت وكبرت بعيد عنه ولكن حاولت التأقلم مع الوضع الجاري، كان في بداية الامر جيد التعامل وجيد التدبير لامور المنزل مع امي وبعد فترة اصبح يقلل من دخل المنزل وما يصرفه علينا بسبب نفقة ابنائه( الذي انجبهم من زوجته الذي تزوجها بعد طلاقه من امي في المرة الاولي وطلقها قبل الرجوع الي امي في المرة الثانية) فا اتفقا علي الطلاق للمرة الثانية والان انا وامي نعيش في شقتنا وامي تجري في امور النفقه الحكومية لي. فا انا اريد ان اسال هل يجوز ان لا اتكلم مع ابي قط بعد ان انفصل عن امي او حتي للسؤال عليه لاني لن اري منه حبا ابدا وانا بالفعل لا اتصل عليه منذ ان ترك المنزل ولا مرة قرابة عام تقريبا فا ما حكم هذا في الدين وما يجب علي ان افعل؟؟
إجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
من العلوم ان الحياة الزوجية يتخللها عادة بعض المشاكل والصعوبات والعثرات، ومنها ما يمكن تجاوزه والاستمرار في الحياة بين الزوجين بصورة او بأخرى، وأحيانا يتعذر على الازواج التمكن من حل مشاكلهم فيكون الانفصال ووضع حد لهذه الحياة هو الحل الامثل من وجهة نظرهم أو نظر أحدهم على الأقل.
ولا ريب أن اكثر الناس تضررا في حالات الانفصال والطلاق هم الابناء وهم غالبا من يدفع الثمن ماديا ومعنويا ونفسيا نتيجة هذا الطلاق. ويقع الكثير ممن يتولون رعاية الابناء بعد الطلاق في خطأ جسيم؛ حيث يبدأون بتعبئة الابناء ضد الطرف الآخر- والدهم او والدتهم- وشحنهم بصورة كبيرة بحيث يقطعون العلاقة معه أو يرفضون تقبله ويسيئون معاملته، ومن يفعل ذلك فقد اقترف إثما عظيما، وبالمقابل على الابناء ألا يقفوا موقفا منحازا ضذ أحد الوالدين فهذه والدتهم وهو والدهم، حتى لو أخطأ أحدهم وابتعد أو جفا أو قصر في الخدمة والانفاق أو أغلظ في التعامل، فالله سبحانه وتعالى من يتولى حسابه على سوء فعله او تقصيره وليس الابناء، كما ان التقصير من أحد الوالدين ليس مبررا أبدا لعقوقه والاساءة له أو قطع الصلة به، وخاصة في كبره أو ضعفه ومرضه، فالوقت حينئذ وقت بر ومرحمة لا وقت عتاب وملامة.