ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 723837 | قضايا طبية معاصرة | 28 يناير، 2020

أنا طالب طب في السنة الرابعة أتدرب في المستشفى تحت إشراف أطباء وطبيبات متخصصين نتعلم منهم كيفية إجراء الفحوصات اللازمة على المرضى، في أحد جلسات التدريب اختارتني الدكتورة المشرفة بأن أمثل دور المريض لتشرح لنا كيفية عمل الفحص...

السلام عليكم أنا طالب طب في السنة الرابعة أتدرب في المستشفى تحت إشراف أطباء وطبيبات متخصصين نتعلم منهم كيفية إجراء الفحوصات اللازمة على المرضى، في أحد جلسات التدريب اختارتني الدكتورة المشرفة بأن أمثل دور المريض لتشرح لنا كيفية عمل الفحص حيث أن من ضمن الفحص جزء متعلق بفحص الأيدي الذي يتطلب اللمس فهل يجوز ذلك؟ وهل اذا كنت على وضوء ينقض هذا اللمس الوضوء ؟ وبارك الله فيكم

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن التداوي والأعمال الطبية والتدرب عليها يجب أن يكون منضبطا بالأحكام الشرعية، والأصل عدم جواز اللمس والنظر إلا لضرورة، وقد نظم هذه المسائل قرار مجلس الإفتاء الأعلى رقم 239/2014/4 قراغر 1/116 بتاريخ 17/4/2014، وقد نص على ما يأتي:

(( الضوابط الشرعية لكشف عورات المرضى أمام الطواقم الطبية

السؤال: ما الضوابط الشرعية لكشف عورات المرضى، أمام الطواقم الطببية، عند إجراء العمليات ا لجراحية الضرورية التي تمر في مراحل متعددة، منها التخدير، والتعقيم، والجراحة؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

فبعد الاستيضاح عن بعض القضايا الطبية الخاصة بالسؤال من الوفد الطبي المنتدب عن نقابة الأطباء الفلسطينية، والذي حضر الجلسة؛ تبين أن كل عملية جراحية تحتاج في الغالب إلى طاقم من الأطباء، ومتخصصي التخدير، وعدد من الممرضين؛ هذا وإن كثيراً من المراكز الطبية في بلدنا تراعي الضوابط الشرعية، بعدم كشف العورة إلا للضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، وإن البعض قد يتساهل في هذا الأمر، مما يدعو إلى بيان الحكم الشرعي، والإيعاز للمسئولين في وزارة الصحة، وفي المستشفيات، والعيادات الطبية، لأخذ مزيد من الحيطة والحذر؛ تجنباً للوقوع في الإثم والمعصية، عند التهاون في حفظ العورات، ويرى المجلس الآتي:

أولاً: إن غض البصر وحفظ الفرج، فرض على المؤمنين والمؤمنات، سواء أكان المسلم مريضاً، أم طبيباً، أم ممرضاً، أم زائراً للمستشفى، ذكراً كان أو أنثى، وذلك لقوله تعالى: } قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ...  { ] النور: 30 - 31 [، ولحديث أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: « لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ، وَلَا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ» . ] صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب النظر إلى العورات [

وعن معاوية بين حيدة، رضي الله عنه، قال: (( قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَالَ: «احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ»، فَقَالَ: الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ؟ قَالَ: «إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ»، قُلْتُ: وَالرَّجُلُ يَكُونُ خَالِيًا، قَالَ: «فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ»  )). ] سنن الترمذي، كتاب الأدب، باب ما جاء في حفظ العورة، وحسنه الألباني[.

ثانياً: إن نظر الطبيب والممرض ولمسهما للمريض تحكمه قواعد الضرورة، التي تدعو إلى حفظ النفس، وهي مستثناه من أصل المنع، بناء على الضوابط  الشرعية الآتية:

1. عورة الرجل بين السرة والركبة، وعورة المرأة بدنها جميعه عدا الوجه والكفين؛ وذلك أمام الرجل، أما أمام النساء المؤمنات فما بين السرة والركبة.

2. الأصل أن تتولى علاج النساء طبيبات، وتقوم على تعقيم أجسادهن ممرضات، ويقوم على علاج الرجال أطباء ذكور، ويقوم على التعقيم والتحضير للعملية ممرضون رجال إلا إذا تعذر ذلك.

3. تجنب الخلوة عند علاج مريض من جنس آخر، فيجب أن يكون معهما زوج أو محرم، أو امرأة أخرى، أو ممرضة.

4. الأصل ألا يحضر العملية إلا من تدعو الضرورة لحضوره، مع مراعاة غض البصر ما استطاعوا، وتجنب النظر إلا إلى موضع العملية، وبغير شهوة.

5. تجنب كشف أي جزء من العورة من الرجل والمرأة أثناء العملية إلا ما تدعو له الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، ولا تتعداها.

ثالثاً: ضرورة الفصل بين عمليات التخدير، والتعقيم، والجراحة، بحيث لا يحضر كل مرحلة إلا من يلزم لها من أفراد الطاقم.

رابعاً: يوصي مجلس الإفتاء الأعلى بتوسيع نطاق التوعية الخاصة بضرورة التزام الأطباء بقواعد الشرع الحنيف وأحكامه في ستر العورات، وعدم التساهل في أمر الله، عز وجل، ويوصي المسئولين في وزارة الصحة بضرورة وضع لوائح داخلية في المستشفيات، والعيادات الطبية العام والخاصة، تنظم هذه المسائل، وتعمل على تنظيم الزيارات في المستشفيات، وعدم دخول الرجال على أقسام النساء، وضرورة استئذان الطواقم الطبية قبل دخولهم أقسام النساء.))

 

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة