سؤال
رقم مرجعي: 730892 | الطهارة | 26 فبراير، 2025
حكم الحائض تكتشف أنها طهرت ظهرا وتغتسل عصرا
إذا زادت أيام الحيض عن المعتاد فمكثت الفتاة ١٥ يومًا حتى تتأكد من كونها مستحاضة أم لا، وفي اليوم الأخير ذهبت للطبيبة ظهرًا فأخبرتها أنها أنهت الحيض منذ زمن. ولكنها تأخرت في الغسل فاغتسلت عندما دخل وقت العصر وليس في وقت الظهر ، وصلّت الظهر والعصر جميعًا (أداءً)، فهل عليها شيء؟ لأنها عندما صلّت لم تنو الظهر قضاءً بل فعلت كما تفعل التي تطهر في وقت العصر فتغتسل وتصلي الظهر والعصر جميعًا.
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فالأصل ألا تستعجل المرأة الحائض أو النفساء في الحكم على طهارتها إلا بعد أن ينقطع عنها الدم تماماً وترى الجفاف، أو ترى علامة الطهر، وهي القصة البيضاء، فقد ورد عن عائشة، رضي الله عنها: «وَكُنَّ نِسَاءٌ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ بِالدُّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ، فَتَقُولُ: لَا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ، تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنْ الْحَيْضَةِ» [صحيح البخاري معلقاً، كتاب الحيض، باب إقبال المحيض وإدباره] والمقصود بالكرسف، هو القطن الذي تضعه المرأة في محل خروج دم الحيض والنفاس.
وعليه؛ فينبغي للسائلة الانتظار حتى ينقطع عنها الدم تماماً، أو حتى ترى القصة البيضاء، ثم تغتسل وتصلي، ولكن في حال استمر نزول الدم بعد الحد الأعلى لفترة الحيض، والذي قدره بعض العلماء بخمسة عشر يوماً، فيعد دم استحاضة، تغتسل المرأة حينها وتصوم وتصلي، ولكن تتوضأ عند دخول وقت كل صلاة مفروضة، كما أنه يجوز الجماع في فترة الاستحاضة على مذهب الجمهور، فعن ابْنُ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: «تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي وَلَوْ سَاعَةً، وَيَأْتِيهَا زَوْجُهَا إِذَا صَلَّتْ، الصَّلاَةُ أَعْظَمُ» [صحيح البخاري، كتاب الحيض، باب إذا رأت المستحاضة الطهر]، ومعنى الحديث أنه إذا جاز لها أن تصلي فقد جاز وطؤها من باب أولى؛ لأن أمر الصلاة أعظم، والله تعالى أعلم.
وإذا تبين لك حصول الطهر ظهرا بعد مراجعة الطبيبة وتأخر اغتسالك إلى بعد العصر وقد صليت الظهر والعصر أداء فصلاتك صحيحة لحدوث الشك في حصول الطهارة، وأنصحك بالتبصر في أمور دينك وجزاك الله خيرا على حرصك.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل