ادعم فتوى، تبرع الآن

سؤال

رقم مرجعي: 734931 | الأيمان والنذور | 22 يوليو، 2020

عليّ ثلاث كفارات لأيمان حنثت فيها وأجد صعوبة في إيجاد ثلاثين مسكيناً لأكفر عن أيماني سواء في بلدي او خارجه فهل انتقل الى الصيام ام ماذا افعل في هذه الحالة؟

السلام عليكم عليّ ثلاثة كفارات لأيمان حنثت عنها وأجد صعوبة في إيجاد ثلاثين مسكيناً لأكفر عن أيماني سواء في بلدي او خارجه فهل انتقل الى الصيام ام ماذا افعل في هذه الحالة. مع العلم ان بلدي لا يوجد بها عشرة مساكين جزاكم الله خيرا

إجابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الحانث في اليمين المنعقدة تلزمه كفارة يمين وهي للقادر إحدى الخيارات الثلاث؛ إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد صام ثلاثة أيام، والعلماء يشترطون إطعام عشرة مساكين وجبتين فإن لم يجد أطعم مسكينا عشرة أيام، ويجوز عن الحنفية إخراج القيمة عن الطعام ودفعها للمساكين، ولك أن تخرج المبلغ عن كل كفارة بحسب قدرتك والوسط مما تنفق ما بين تسعين إلى مائتي شيقل عن كل كفارة وتدفعها للجنة الزكاة أو جمعية خيرية تتولى الإنفاق على الفقراء والمساكين، في بلدك، وهي تتولى إخراجها للفقراء، وقد سئل سماحة الشيخ محمد أحمد حسين حفظه الله المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية أيماناً كثيرة، من سائل قال: حلقت ولا أذكر عددها، فهل يجوز لي أن أكفر عن هذه الأيمان بالتبرع بمبلغ من المال لجمعية، أو مؤسسة خيرية تقدم المساعدات للفقراء والمساكين؟  

فأجاب: (( الأصل أن يتجنب المسلم الإكثار من حلف اليمين، فقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 224]؛ لأن كثرة الحلف أمر مذموم شرعًا، والله تعالى يقول: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ﴾ [القلم: 10].
واليمين على ثلاثة أقسام:
1- الغموس، وهو اليمين التي يحلفها على أمر ماض كاذباً عالماً، وسميت بالغموس؛ لأنها تغمس صاحبها في النار، والعياذ بالله.
2- اللغو، أي دون قصد، أو كان على شيء ظن أنه صحيح، ثم تبين له عكس ذلك، فليس عليه كفارة باتفاق جمهور الفقهاء، لقوله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ [المائدة: 89].
3- المنعقدة، وهي التي تكون عن قصد ونية وعزم سابق، على فعل أمر أو تركه، كأن يقول: "والله لا أكلم فلاناً"، فإن كان اليمين منعقدة على أمور عدة، فقد اتفق الفقهاء على أنه تجب على الحالف لكل يمين كفارة، أما إن كان الحلف باليمين منعقداً على أمر واحد، وتكررت اليمين مرات عدة على الأمر نفسه، فإن كان يقصد بتكرار اليمين مجرد التأكيد على ما حلف عليه، وكان ذلك على شيء واحد؛ فإن عليه كفارة واحدة إن أراد التراجع عن يمينه، أو الحنث فيها، أما إذا لم يقصد التأكيد، وإنما قصد بالتكرار التأسيس لكل يمين، فعليه لكل يمين كفارة؛ لأن نية الحالف هي التي تحدد تعدد الكفارة لكل يمين أو كفارة واحدة عن جميع الأيمان، لقوله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة: 89].
وعليك الاحتياط لنفسك بأداء الكفارة مما يغلب على ظنك أنها تُبَرأ بها ذمتك، فيجوز لك أن تكفر عن هذه الأيمان بتبرع مالي إلى جمعية، أو مؤسسة خيرية تقدم المساعدات للفقراء والمساكين، والله تعالى أعلم. ))

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

لديك سؤال؟

أرسل سؤالك الآن

فتاوى مشابهة