سؤال
رقم مرجعي: 744890 | الصلاة | 7 ديسمبر، 2022
ما حكم الصلاة خلف مقطوع اليدين؟
صليت وراء مقطوع اليدين هل صلاتي صحيحة
إجابة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه، فإن الأصل أن يؤم الناس أكملهم خلقاً وخُلقاً، كأن يكون الامام من أهل العلم في الفقه والحديث والتفسير وسالماً من الأعذار التي قد تُخل بأركان الصلاة وواجباتها، حتى يطمئن الناس على صحة صلاتهم.
فإن أمّ الناس مقطوع اليدين أو أحدهما فقد ذهب عامة العلماء الى صحة صلاته وصلاة من خلفه مع كراهتها خلافاً لجمهور المالكية الذين قالوا بالصحة دون الكراهة.
قال القرطبي: ولا بأس بإمامة الأعمى والأعرج والأشل والا قطع والخصي والعبد اذا كان كل واحد منهم عالماً بالصلاة.
وقال البازري والباجي: جمهور أصحابنا على رواية ابن نافع عن مالك أن لا بأس بإمامة الأقطع والأشل لمثلهما ولغير مثلهما ولو في الجمعة والأعياد.
وعدّ ابن عابدين في حاشيته من تكره امامتهم ومنهم: ومقطوع وأبرص شاع برصه وكذا اعرج يقوم ببعض قدمه، وعلق البهوتي في كشافه على كراهة صلاته بقوله: و تكره وتصح امامة أقطع اليدين أو احداهما. واستدلوا على صحة صلاته :
أ_بفعله صلى الله عليه وسلم حيث استخلف على امامة الناس ابن ام مكتوم وكان أعمى وأدخل العلماء الأقطع والأشل في المعنى قياساً.
ب-ولأنه عضو لا يمنع فقده فرضاً من فروض الصلاة.
ج-كما اتفق العلماء على صحة صلاة أقطع اليدين، والقاعدة: من صحة صلاته صحة امامته.
أما وجه كراهة صحة صلاته: فإنه قد لا يتمكن من اسباغ الوضوء كما في الأعمى، فإنه قد لا يتحرز من النجاسات التي تصيب ثوبه أو بدنه ولا مانع من تكليفهم بالوعظ والارشاد.
وخلاصة الأمر أن صلاة مقطوع اليدين صحيحة، وإمامة غيره ممن ليس مقطوعا أولى، والله أعلم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل