سؤال
رقم مرجعي: 778926 | الحديث الشريف |
ما هو شرح حديث ، " يخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان تبصران، وأذنان تسمعان
ما هو شرح حديث ، " يخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان تبصران، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق " حيث كيف يكون ذلك العينان والأذنان واللسان من خصائص الإنسان؟ ولماذا لم يقل عين وأذن و لسان، أو يقل تبصر وتسمع وتتكلم من دون تحديد الأعضاء. أرجو شرح الحديث ، وجزاكم الله خيرا .
إجابة
شرحه كما جاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا قاري: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ عُنُقٌ) : ... أَيْ شَخْصٌ قَوِيٌّ، وَقِيلَ هُوَ طَائِفَةٌ.. (مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) : ظَرْفٌ لَهُ، ثُمَّ الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ: (لَهَا) : رَاجِعٌ إِلَى مَعْنَى عُنُقٍ قَالَهُ الطِّيبِيُّ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْعُنُقِ الْجِيدُ عَلَى مَا هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ إِذْ لَا صَارِفَ عَنْ ظَاهِرِهِ فَهُوَ مُؤَنَّثٌ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ تَخْرُجُ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ عَلَى هَيْئَةِ الرَّقَبَةِ الطَّوِيلَةِ لَهَا (عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ) : كَمَا وَرَدَ مِثْلُ هَذِهِ الْأَوْصَافِ فِي الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ الْأَسْعَدُ يَشْهَدُ لِمَنْ وَافَاهُ بِالْعَهْدِ الْمِيثَاقِيِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (يَقُولُ) : بِصِيغَةِ التَّذْكِيرِ، وَهُوَ بَدَلٌ مِنْ يَنْطِقُ أَوْ حَالٌ، وَالْمَعْنَى يَقُولُ لِسَانُهَا حَالًا أَوْ مَقالًا (إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ) : أَيْ وَكَّلَنِيِ اللَّهُ بِأَنْ أُدْخِلَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ النَّارَ، وَأُعَذِّبَهُمْ بِالْفَضِيحَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْأَشْهَادِ (بِكُلِّ جَبَّارٍ) : أَيْ ظَالِمٍ (عَنِيدٍ) : أَيْ مُعَانِدٍ مُتَكَبِّرٍ عَنِ الْحَقِّ مُلَازِمٍ عَلَى الْبَاطِلِ، وَفِي النِّهَايَةِ: الْجَبَّارُ هُوَ الْمُتَمَرِّدُ الْعَاتِي وَالْعَنِيدُ الْجَائِرُ عَنِ الْقَصْدِ الْبَاغِي الَّذِي يَرُدُّ الْحَقَّ مَعَ الْعِلْمِ بِهِ. (وَكُلُّ مَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَبِالْمُصَوِّرِينَ) وَفِي هَذَا تَهْدِيدٌ شَدِيدٌ وَوَعِيدٌ أَكِيدٌ" انتهى .
ولم يتضح لنا وجه الإشكال عند السائل في قوله: (كيف يكون ذلك العينان والأذنان واللسان من خصائص الإنسان ، ولماذا لم يقل عين وأذن و لسان ، أو يقل تبصر وتسمع وتتكلم من دون تحديد الأعضاء) إذ لا ذكر للإنسان في الحديث أصلا، وإنما فيه ذكر مخلوق يخرج من النار على الهيئة المذكورة في الحديث ينطقه الله الذي أنطق كل شيء ، والله عز وجل قادر على كل شيء.
فالحديث كما رأيت يتضمن تهديدا شديدا ووعيدا أكيدا لثلاثة أصناف من العصاة -نسأل الله تعالى السلامة العافية- وهو ترهيب وتحذير من هذا النوع من المعاصي .
والله أعلم.